قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدّثنا جعفر بن بُرْقان قال: سمعتُ ميمون ابن مِهْران يقول: قال شريح في الفتنة التى كانت على عهد ابن الزّبير: ما سألتُ فيها ولا أخبرتُ.
قال جعفر: وبلغنى أنّه كان يقول: وأنا أخاف أن لا أكون نجوتُ.
قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدّثنا أبو المليح، عن ميمون قال: لبث شريح في الفتنة تسع سنين لا يُخْبر ولا يستخبر، فقيل له: قد سلمتَ، قال: فكيف بالهوَى.
قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله الأسدي قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش عن شريح قال: زعموا كُنْيَةُ الكَذِبِ.
قال: أخبرنا قَبيصة بن عقبة قال: حدّثنا سفيان، عن منصور قال: كان شريح إذا أحرم كأنّه حيّة صمّاء.
أخبرنا قبيصة قال: حدّثنا سفيان عن الأعمش عن خَيْثَمَة قال: كان شريح إذا سُئل كيف أصبحتَ قال: بنِعْمَةٍ مِنَ الله.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا زُهير، عن أبي إسحاق أنّه كان عند شريح، فكان إذا جاءه الرجل فقال السلام عليكم قال شريح: السلام عليكم ورحمة الله. فإن قال الرجل: ورحمة الله، قال شريح: وبركاته.
قال: أخبرنا يحيَي بن عبّاد قال: حدّثنا المسعودي، عن القاسم قال: كان شريح لا يسبقه أحد بالسلام فكان إذا سُلّم عليه ردّ مثل ما يقال له.
قال: أخبرنا رَوْح بن عُبادة عن ابن عون عن عيسى بن الحارث قال: ما استطعتُ أن أبدأ شريحًا بسلامٍ قطّ، كنتُ أستقبله في السكّة فأقول: الآن الآن، فإذا رآنى غفل، فإذا دنا رفع رأسه وقال: السلام عليكم.
قال: أخبرنا رَوْح بن عبادة قال: حدّثنا ابن عون، عن الشّعْبيّ عن شريح قال: ما التقى رجلان قطّ إلا كان أولاهما بالله الذي يبدأ بالسلام.
قال ابن عون: فذكرتُ ذلك لمحمّد فقال: إنّما تحدّثنا أنّهم قالوا إذا التقى رجلان فليبدأ خيرهما.