في كل شعبان على النّاس في كلّ يوم شيئًا معلومًا حين كبر وضعف، ويُحضِرُون مصاحفهم فيعارِضُونها ويُصْلِحونها على قراءته. وكان أبو حَيّان التيمي يُحْضر مصحفًا له كان أصَحّ تلك المصاحف فيُصْلِحون على ما فيهِ أيضًا. وكان الأعمش يقرأ قراءة عبد الله بن مسعود، وكان الأعمش قرأ على يحيَى بن وثّاب، وقرأ يحيَى بن وثّاب على عُبيد بن نُضيلة الخُزاعي، وقرأ عُبيد بن نُضيلة على علقمة، وقرأ علقمة على عبد الله.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش قال: سمعتُ الأعمش يقول: والله لا تأتون أحدًا إلا حملتموه على الكذب، والله ما أعلم من الناس أحدًا هو شرّ منهم.
قال أبو بكر: فأنكرتُ هذه لأنّهم لا يُشَنِّعُون. قال: وذكر أبو بكر حينئذٍ التدليس.
قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقّى قال: حدّثنا عبيد الله بن عمرو قال: قال لى إسحاق بن راشد: كان الزهريّ إذا ذكر أهل العراق ضعَّف عِلْمَهم. قال قلت: إنّ بالكوفة مولى لبنى أسد يروى أربعة آلاف حديث. قال: أربعة آلاف! قال: قلتُ: نعم، إن شئتَ جئتك ببعض علمه. قال: فجئ به. فأتيتُه به، قال فجعل يقرأ وأعرف التغيير فيه وقال: والله إنّ هذا لعلم، ما كنت أرى أحدًا يعلم هذا.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا أبو عَوانة قال: كانت للأعمش عندى بضاعة فكنتُ أقول له: ربحتُ لك كذا وكذا. قال: وما حركتُ بِضاعتَه بعدُ.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا عمر بن عليّ المقدّمي قال: جاء الحجّاج بن أرطاة فاستأذن على الأعمش فقال: قولوا له أبو أرطاة بالباب. قال فقال: أيَكْتَنى عليّ! أيكتنى عليّ! فلم يأذن له.
قال: وقال وكيع، قال الأعمش: كنتُ إذا اجتمعتُ أنا وأبو إسحاق جئنا بحديث عبد الله غضًّا.