للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: كان أبيض مُشْرَبٌ بياضُهُ حُمْرَةً، أهْدَب الأشْفَار، أسْوَد الحَدَقَة، لا قَصِيرًا ولا طَوِيلًا، وهو إلى الطول أقرب، عظيم المنَاكِب، فى صدره مَسْرُبَةٌ، لا جَعْدٌ ولا سَبْط، شَثن الكفّ والقَدَم، إذا مشَى تكفّأ كأنّما يمشى فى صُعُد، كأنّ العَرَق فى وجهه اللؤلؤ، لم أر قبله ولا بعده مثله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

أخبرنا محمَّد بن عمر الأسلمى، حدّثنى عبد الله بن محمَّد بن عمر بن علىّ ابن أبى طالب عن أبيه عن جَدّه عن علىّ قال: بعثنى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى اليَمن، فإنى لأخطب يومًا على الناس وحَبر من أحبار اليهود واقف فى يَده سِفْر ينظر فيه، فنادى إلىّ فقال: صِفْ لنا أبا قاسم! فقال علىّ، رضى الله عنه: رسولُ الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ليس بالقَصِير ولا بالطَّويل البَائن، وليس بالجَعد القَطَط ولا بالسّبْط، هو رَجِلُ الشَّعر أسْوده، ضَخْم الرأس، مُشربٌ لونه حُمرة، عظيم الكَرَاديس، شَثْن الكَفَّين والقَدَمين، طويل المسْرُبة، وهو الشعر الّذى يكون فى النَّحر إلى السُّرّة، أهْدَب الأشْفَار، مَقْرون الحاجبين، صَلْت الجَبِين، بَعيد ما بين المنكبين، إذا مَشَى يَتَكَفّأَ كأنّما يَنزل من صَبَب، لم أرَ قبله مثله ولم أرَ بعده مثله، قال علىّ ثمّ سَكت، فقال لى الحبر: وماذا؟ قال علىّ: هذا ما يحضرنى، قال الحَبر: فى عينيه حُمرة، حَسَن اللِّحية، حَسن الفم، تامّ الأذنين، يُقْبل جميعًا ويُدْبر جميعًا، فقال علىّ: هذه والله صفته! قال الحبر: وشئ آخر، فقال علىّ: وما هو؟ قال الحَبر: وفيه جَنَأ، قال علىّ: هو الذى قلت لك كأنّما ينزل من صَبَب، قال الحبر: فإنّى أجدُ هذه الصفة فى سِفْر آبائى ونجده يُبعث من حَرَم الله وأمنه وموضع بيته ثمّ يهاجر إلى حَرم يحرّمه هو ويكون له حُرمة كحُرمة الحرم الذى حَرّم الله، ونجد أنصاره الذين هاجَر إليهم قومًا من ولد عَمرو بن عامر أهل نخل وأهل الأرض قبلهم يهود، قال قال علىّ: هو هو! وهو رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-! فقال الحبر: فإنّى أشهدُ أنّه نبىّ الله وأنّه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى النّاس كافّة، فعلَى ذلك أحْيَا وعليه أَمُوت وعليه أُبْعَثُ إن شاء الله، قال: فكان يأتى عليًّا فيعلمه القرآن ويخبره بشرائع الإسلام، ثمّ خرَج علىّ والحَبر هنالك حتى مات فى خلافة أبى بكر وهو مؤمن برسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يصدّق به.

أخبرنا مَعْن بن عيسى الأشْجَعى، أخبرنا مالك بن أنس، وأخبرنا عبد الله بن