للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العبدىّ قال: قدمتُ من البصرة فلقيتُ أوَيْسًا القَرَنىّ على شطّ الفرات بغير حذاء، فقلت له: كيف أنت يا أخى؟ كيف أنت يا أويس؟ فقال لى: كيف أنت يا أخى؟ قلتُ: حدّثنى، قال: إنى أكره أن أفتح هذا الباب على نفسى أن أكون محدّثًا أو قاصًّا أو مُفْتيًا، قال: ثمّ أخذ بيدى فبكى، قال: قلتُ: فاقرأ عليّ، قال: أعوذ بالسّميع العليم من الشيطان الرجيم، {حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [سورة الدخان: ١ - ٦]، قال: فغُشى عليه ثمّ أفاق وقال: الوَحْدَةُ أحَبّ إليّ.

قال: أخبرنا يوسف بن الغَرِق قال: أخبرنا أيّوب بن خُوط عن حُميد بن هلال عن هرم بن حيّان قال: ما رأيتُ مثل النّار نَامَ هاربها ولا مثل الجنّة نَامَ (١) طالبها.

قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا حَمّاد بن سَلَمَة قال: حَدّثنا أبو عمران الجَوْنى أنّ هرم بن حَيّان أشرف في ليلة قمراء وإذا صاحب حرسه يلعب أخراج (٢) فدعاه فقال: إذا كان غدًا فصُمْ، فصنع ذلك به ثلاث ليالٍ، ثمّ قال: اذهب الآن فالعب أخراج، قال: وكان هرم عاملًا لعمر بن الخطّاب (٣).

قال: أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء قال: أخبرنا سعيد بن أبى عَروبة عن قتادة أنّه بلغه أنّ هرم بن حَيّان قيل له: أوْصِ، قال: ما أدرى ما أوصى ولكن بيعوا دِرْعى فاقضوا عنى دَيْنى، فإن لم يتمّ فبيعوا فرسى فاقضوا عنى دينى، فإن لم يتمّ فبيعوا غلامى، وأوصيكم بخواتيم سورة النحل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} إلى آخر السورة {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [سورة النحل: ١٢٥ - ١٢٨].

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدىّ قال: أخبرنا هشام عن الحسن قال: كان الرجل إذا كانت له حاجة والإمام يخطب قام فأمسك بأنفه فأشار إليه


(١) في ل "تامّ" والمثبت من ث، ومثله لدى الذهبى في سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٤٨.
(٢) التخريج: لُعبة لِفِتْيَان العرب، يقال فيها: خَرَاجِ خَرَاجِ، يُمسك أحدهم شيئًا بيده ويقول لسائرهم: أَخْرِجوا ما فى يدى.
(٣) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٤٨.