قال: وكان أيّوب يأخذ بى في طريق هى أبعد فأقول إنّ هذا أقرب فيقول: إنّى أتقى هذه المجالس. وكان إذا سلّم يردّون عليه سلامًا فوق ما يُرَدّ على غيره فيقول: اللهمّ إنّك تعلم أنّى لا أريده اللهمّ إنّك تعلم أنى لا أريده. وكان النسّاك يومئذٍ يشمّرون ثيابهم، يعنى قُمُصهم، وكان أيّوب يجرّ قميصه.
قال: وقال عبد الرّزّاق عن معبد قال: رأيت على أيّوب قميصًا يجرّه، قال: فقلتُ له فيه فقال: يا أبا عروة كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها فالشهرة اليومَ في تشميرها.
أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حَمّاد بن زيد قال: تلقّانى أيّوب وأنا أذهب إلى السوق وهو في جنازة فرجعت معه فقال: اذهب إلى سوقك.
أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدّثنا الربيع بن مسلم قال: سافرنا مع أيّوب السختيانيّ، فلمّا كنّا بالأبطح إذا رجل غليظ ضَخْم عليه ثياب غِلاظ من القطن، قال: فجعل يتبع رجال البصريّين يقول: ألكم عِلْمٌ بأيّوب بن أبى تميمة؟ قال: فقلتُ لأيّوب: هذا رجل يريدك، فلمّا رآه أيّوب أسرع إليه فتعانقا، قال: فسألت عن الرجل فقالوا: هذا سالم بن عبد الله بن عمر.
أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدّثنا سليمان بن المغيرة قال: كنّا عند حُميد ابن هلال وعند أيّوب السختيانيّ ويونس بن عُبيد فقام حُميد متوجّهًا إلى أهله فتبعه أيّوب ويونس فعرفتُ المساءة في وجه حُميد بن هلال فأقبل علىّ فقال: قد كنتُ أرى أنّ هذين الشيخين إذا حَدَثَ بهما حَدَثٌ يستخلفانهما، يعنى الحسن وابن سيرين، ويعنى أيّوب ويونس، قال قلت: إنّا لنُؤمّلُ ذلك فيهما، قال فقال: أما رأيتهما اتّبعانى؟ وكره ذلك شديدًا.
أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حَمّاد بن زيد قال: ما رأيتُ أحدًا أعظم رجاءً لأهْل القبلة من أيّوب وابن عون.
أخبرنا عارم قال: حدّثنا حَمّاد بن زيد قال: ما رأيتُ أحدًا أشَدّ تبسّمًا في وجوه الرجال من أيّوب إذا لقيهم، وهارون بن رئاب كان شيئًا عَجَبًا.
أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حَمّاد بن زيد عن أيّوب قال: لا أعلم القَدَر من الدّين.