للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال محمّد بن عمر: وشهد بلال بدرًا وأُحُدًا والمشاهد كلّها مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فلمّا قُبض رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، جاء إلى أبى بكر فاستأذنه فى الخروج إلى الشأم ليرابط فى سبيل الله، فقال أبو بكر: أنشدك الله يا بلال وحُرْمتى وحقّى قد كَبِرَت سنى وضعفتُ واقترب أجلى، فأقام بلال مع أبى بكر حتّى توفّى أبو بكر، ثمّ جاء إلى عمر فقال مثل ما قال لأبى بكر فأذن له فخرج إلى الشام فلم يزل بها حتى توفّى.

حدّثنا محمّد بن عُبيد الطنافسيّ قال: حدّثنا إسماعيل بن أبى خالد عن قيس قال: قال بلال لأبى بكر حين توفّى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنْ كنتَ إنما اشتريتَنى لنفسك فأمسكنى، وإن كنتَ إنّما اشتريتَنى لله فَذَرنى وعَمَلَ الله.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيميّ عن أبيه قال: توفّى بلال بدمشق سنة عشرين ودفن عند باب الصغير فى مقبرة دمشق وهو ابن بضع وستّين سنة وذلك فى خلافة عمر بن الخطّاب، رضى الله عنه.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: سمعتُ شُعيب بن طلحة من ولد أبى بكر الصّدّيق، رضى الله عنه، يقول: كان بلال تِرْبَ أبى بكر (١).

قال محمّد بن عمر: فإن كان هذا هكذا وقد توفّى أبو بكر سنة ثلاث عشرة وهو ابن ثلاث وستّين سنة فبين هذا وبين ما روى لنا فى بلال سبعُ سنين، وشُعيب بن طلحة أعلم بميلاد بلال حين يقول: ترب أبى بكر، فالله أعلم.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال: حدّثنى من رأى بلالًا رجلًا آدم شديد الأُدْمة نحيفًا طُوالًا أَجْنَأ له شَعْر كثير خفيف العارضين به شَمَطٌ كثير لا يغيّره (٢).

* * *


(١) البلاذرى ج ١ ص ١٩٣.
(٢) البلاذرى ج ١ ص ١٩٣، ومختصر تاريخ ابن عساكر لابن منظور ج ٥ ص ٢٦٧.