للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا حجّاج بن محمد عن ابن جريج قال: قال عطاء: كنت آتى عائشة وأنا وعبيد بن عمير وهى مجاورة في جوف ثبير، قالت: قلت: وما حجابها يومئذٍ؟ قال: هى حينئذٍ في قبّة لها تركيّة عليها غشاؤها بيننا وبينها، ولكن قد رأيت عليها درعًا معصفرًا وأنا صبيّ.

أخبرنا كثير بن هشام، حدّثنا جعفر بن بُرقان قال: سألتُ الزهرى عن الرجل يخيّر امرأته فتختاره قال: حدّثنى عروة بن الزبير عن عائشة قالت: أتانى نبيّ الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: إنى سأعرض عليك أمرًا فلا عليك أن لا تعجلى به حتى تشاورى أبويك. فقلت: وما هذا الأمر؟ قالت فتلا عليّ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} إلى قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [سورة الأحزاب: ٢٨ و ٢٩]، قالت عائشة: في أيّ ذلك تأمرنى أن أشاور أبويّ! بل أريد الله ورسوله والدار الآخرة. قال فسُرّ بذلك النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأعجبه وقال: سأعرض على صواحبك ما عرضت عليك. قالت: فلا تخبرهنّ بالذى اخترتُ. فلم يفعل، كان يقول لهنّ كما قال لعائشة، ثمّ يقول قد اختارت عائشة الله ورسوله والدار الآخرة. قالت عائشة: فقد خيّرنا رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فلم نَرَ ذلك طلاقًا.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أَبِى مرّة المكّى، حدّثنا نافع بن عمر قال: حدّثنى ابن أَبى مُلَيْكَة قال: كان ابن الزبير إذا حدّث عن عائشة قال: والله لا تكذب عائشة على رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أبدًا.

أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدّثنا ابن أبى الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت لى عائشة: يابن أختى، قال لى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ما يخفى عليّ حين تغضبين ولا حين ترضين. فقلت: بم تعرف ذاك بأبى أنت وأمّى؟ قال: أمّا حين ترضين فتقولين حين تحلفين لا وربّ محمد، وأمّا حين تغضبين فتقولين لا وربّ إبراهيم. فقلت: صدقتَ يا رسول الله (١).

أخبرنا محمّد بن ربيعة الكلابى عن إسماعيل بن رافع عن إسحاق الأعمى


(١) أورده البلاذرى في أنساب الأشراف ج ١ ص ٤١٣.