أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا مجمّع بن يعقوب عن أبى بكر بن محمّد بن عمر عن أبى سلمة عن أبيه عن أمّ سلمة أنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال لها: إذا أصابتك مصيبة فقولى اللهمّ اعطني أجر مصيبتى واخلفنى خيرًا منها. فعجّل فقلتها يوم توفّى أبو سلمة، ثمّ قلت: ومن لى مثل أبى سلمة؟ فعجّل الله لى الخلف خيرًا من أبى سلمة.
أخبرنا يزيد بن هارون عن عبد الملك بن قدامة الجمحى قال: حدّثنى أبى عن أمّ سلمة زوج النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عن أبى سلمة أنّه حدّثها أنّه سمع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول: ما من عبد يصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمره الله به من قول إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهمّ آجرنى في مصيبتى هذه وعوّضنى منها خيرًا منها، إلا آجره في مصيبته وكان قمنًا أن يعوّضه الله منها خيرًا منها. فلمّا هلك أبو سلمة ذكرت الذى حدّثنى عن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقلت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهمّ آجرنى في مصيبتى وعُضنى منها خيرًا منها. ثمّ قلت إنى أُعاض خيرًا من أبى سلمة؟ قالت فقد عاضنى خيرًا من أبى سلمة وأنا أرجو أن يكون الله قد آجرنى في مصيبتى.
أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمى، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، حدّثنا عاصم الأحول، عن زياد بن أبى مريم قال: قالت أمّ سلمة لأبى سلمة: بلغنى أنّه ليس امرأةٌ يموت زوجُها وهو من أهل الجنّة وهى من أهل الجنّة ثمّ لم تزوّج بعده، إلا جمع الله بينهما في الجنّة، وكذلك إذا ماتت المرأة وبقى الرجل بعدها. فتعال أعاهدْك أَلَّا تَزَوّج بعدى، ولا أتزوّج بعدك قال أتطيعينى؟ قلت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك. قال: فإذا مِتُّ فتزوّجى. ثمّ قال: اللهمّ ارزق أمّ سلمة بعدى رجلًا خيرًا منى لا يحزنها ولا يؤذيها. قال: فلمّا مات أبو سلمة قلت: من هذا الفتى الذى هو خير لى مِنْ أَبى سَلَمَة؟ فلبثت ما لبثت ثمّ جاء رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقام على الباب فذكر الخِطبَة إلى ابن أخيها أو إلى ابنها (١) وإلى وليّها،
(١) كذا في ل ومثله في ح، وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢٠٣ وهو ينقل عن ابن سعد. وفى ر "أو إلى وليها".