للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلما سُبيت بنو قريظة عُرِض السَّبْىُ على رسول الله فكنت فيمن عرض عليه فأمر بى فعزلت، وكان يكون له صفيّ من كل غنيمة، فلمّا عزلت خار الله لى فأرسل بى إلى منزل أمّ المنذر بنت قيس أيّامًا حتى قتل الأسرى وفرّق السبى، ثمّ دخل عليّ رسول الله فتحيّيت منه حياءً فدعانى فأجلسنى بين يديه فقال: إن اخترت الله ورسوله اختارك رسول الله لنفسه. فقلت: إنى أختار الله ورسوله، فلمّا أسلمت أعتقنى رسول الله وتزوّجنى وأصدقنى اثنتى عشرة أوقيّة ونشّأ كما كان يصدق نساءه، وأعرس بى في بيت أُمّ المنذر، وكان يقسم لى كما كان يقسم لنسائه، وضرب عليّ الحجاب. وكان رسول الله معجبًا بها، وكانت لا تسأله إلا أعطاها ذلك، ولقد قيل لها: لو كنت سألتِ رسول الله بنى قريظة لأعتقهم، وكانت تقول: لم يخلُ لى حتى فرّق السبى. ولقد كان يخلو بها ويستكثر منها، فلم تزل عنده حتى ماتت مرجعه من حجّة الوداع فدفنها بالبقيع، وكان تزويجه إيّاها في المحرّم سنة ستّ من الهجرة (١).

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى صالح بن جعفر عن محمّد بن كعب قال: كانت ريحانة ممّا أفاء الله عليه فكانت امرأة جميلة وسيمة، فلمّا قتل زوجها وقعت في السبي فكانت صفيّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يوم بنى قريظة، فخيّرها رسول الله بين الإسلام وبين دينها فاختارت الإسلام، فأعتقها رسول الله وتزوّجها وضرب عليها الحجاب، فغارت عليه غيرة شديدة فطلّقها تطليقة وهى في موضعها لم تبرح فشقّ عليها وأكثرت البكاء، فدخل عليها رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهى على تلك الحال فراجعها، فكانت عنده حتى ماتت عنده قبل أن توفّى، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (٢).

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا بكر بن عبد الله النصرى عن حسين بن عبد الرحمن عن أبي سعيد بن وهب عن أبيه قال: كانت ريحانة من بنى النَّضِير وكانت متزوّجة في بنى قُرَيْظَة رجلًا يقال له حَكِيم فأعتقها رسول الله وتزوّجها، وكانت من نسائه يقسم لها كما يقسم لنسائه، وضرب رسول الله عليها الحجاب.


(١) أورده ابن حجر في الإصابة ج ٧ ص ٦٥٩.
(٢) أورده ابن حجر في الإصابة ج ٧ ص ٦٥٩ من رواية ابن سعد.