للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثلاث مرات. قال أبو أُسيد ثمّ خرج عليّ فقال: يا أبا أسيد أَلْحِقْها بأهلها ومتّعها برازقيَّتين، يعنى كرباستين، فكانت تقول: ادعونى الشَّقِيَّة (١).

أخبرنا الضحّاك بن مَخْلَد الشَّيبانى، أخبرنا موسى بن عبيدة، حدّثنى عمر بن الحكم، حدّثني أبو أسيد قال: تزوّج رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، امرأة من بَلْجَوْن فأمرنى أن آتيه بها فأتيته بها فأنزلتها بالشّوْط (٢) من وراء ذُبَاب (٣) في أطم ثمّ أتيت النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقلت: يا رسول الله قد جئتك بأهلك. فخرج يمشى وأنا معه، فلمّا أتاها أقعى وأهوى ليقبّلها، وكان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إذا اجتلى النساء أقعى وقبّل. فقالت: أعوذ بالله منك، فقال: لقدر عذت معاذًا. فأمرنى أن أردّها إلى أهلها ففعلت (٤).

أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنى سليمان بن الحارث عن عبّاس بن سهل قال: سمعت أبا أسيد الساعدى يقول: لما طلعت بها عَلَى الصِّرم تصايحوا وقالوا: إنّك لغير مباركة، مَا دَهَاكِ؟ فقالت: خُدِعت، فقيل لى كَيْتَ وكَيْتَ، للذى قيل لها. فقال أهلها: لقد جَعَلْتِنَا في العرب شُهْرَة. فبادرت أبا أسيد الساعدى فقالت: قد كان ما كان فالذى أصنع ما هو؟ فقال: أقيمى في بيتك واحتجبى إلا من ذى محرم ولا يطمع فيك طامع بعد رسول الله فإنّك من أمّهات المؤمنين. فأقامت لا يطمع فيها طامع ولا تُرى إلّا لذى مَحْرم حتى توفّيت في خلافة عثمان بن عفّان عند أهلها بنَجْد (٥).

أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب، حدّثني زهير بن معاوية الجعفى أنّها ماتت كمدًا.

أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب عن أبيه عن أبى صالح عن ابن عبّاس قال:


(١) أورده الذهبى في سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢٥٩.
(٢) لدى السمهودى في وفاء الوفا (شوط) كان لأهله الأطم الذى يقال له الشرعبى دون ذباب.
(٣) جبل بجبانة المدينة (وفا الوفا).
(٤) أورده السمهودى في وفاء الوفاء ص ١٢٤٨ نقلا عن ابن سعد.
(٥) أورده البلاذرى في أنساب الأشراف ج ١ ص ٤٥٧، والنويرى في نهاية الأرب ج ١٨ ص ١٩٣.