للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أمّ هانئ فقالت: يا رسول الله لأنت أحبّ إليّ من سمعى وبصرى، وحقّ الزوج عظيم، فأخشى إن أقبلت على زوجى أن أضيّع بعض شأنى وولدى، وإن أقبلت على ولدى أن أضيّع حقّ الزوج. فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنّ خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على بعلٍ في ذات يده (١).

أخبرنا حجّاج بن نصير، حدّثنا الأسود بن شيبان عن أبى نوفل بن أبى عقرب قال: دخل رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، على أمّ هانئ فخطبها إلى نفسها فقالت: كيف بهذا ضجيعًا وهذا رضيعًا؟ لولدين بين يديها. فاستسقى فأُتى بلبن فشرب ثمّ ناولها فشربت سؤره فقالت: لقد شربت وأنا صائمة. قال: فما حملك على ذلك؟ قالت: من أجل سؤرك، لم أكن لأدعه لشيء لم أكن أقدر عليه، فلما قدرت عليه شربته. فقال رسول الله: نساء قريش خير نساء ركبن الإبل، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده، ولو أنّ مريم بنت عمران ركبت الإبل ما فضّلت عليها أحدًا.

أخبرنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا إسرائيل عن السّدّى عن أبى صالح عن أمّ هانئ بنت أبى طالب قالت: خطبنى رسول الله فاعتذرت إليه فعذرنى، ثمّ أنزل الله: {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ} حتى بَلَغَ {اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} [سورة الأحزاب: ٥٠] قالت: فلم أكن أحلّ له، لم أهاجر معه، كنت مع الطلقاء.

أخبرنا الفضل بن دُكين، حدّثنا عبد السلام بن حرب الملائى، حدّثنا إسماعيل بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو صالح، أو قال سمعت أبا صالح مولى أمّ هانئ قال: خطب رسول الله أمّ هانئ بنت أبى طالب فقالت: يا رسول الله إنى مُؤْيِمَة (٢) وبنيّ صغار. قال: فلمّا أدرك بنوها عرضت نفسها عليه فقال: أمّا الآن فلا، لأنّ الله أنزل عليه: {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ} إلى قوله {اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} ولم تكن من المهاجرات. وقال غيره: فولدت لهبيرة بن أبى وهب جعدة وعَمرًا ويوسف وهانئًا بنى هبيرة.


(١) ابن حجر الإصابة ج ٨ ص ٣١٨.
(٢) آمت من زوجها: صارت أيما لا زوج لها.