للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: كان رسول الله إذا سافر يسهم بين نسائه فكان إذا خرج سهم غيرى عُرف فيه الكراهية، وما قدم من سفر قطّ فدخل على أحد من أزواجه أوّل منّى، يبتديء القسم فيما يستقبل من عندى.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزّناد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله قلّ يوم إلا وهو يطوف على نسائه فيدنو من أهله فيضع يده ويقبّل كلّ امرأة من نسائه حتى يأتى على آخرهنّ فإن كان يومها قعد عندها وإلا قام، فكان إذا دخل بيت أمّ سلمة يحتبس عندها، فقلت أنا وحفصة، وكانتا جميعًا يدًا واحدة: ما نرى رسول الله يمكث عندها إلّا أنّه يخلو معها، تعنيان الجماع، قالت: واشتدّ ذلك علينا حتى بعثنا من يطّلع لنا ما يحبسه عندها فإذا هو إذا صار إليها أخرجت له عكّة من عسل فتحت له فمها فيلعق منه لعقًا، وكان العسل يعجبه، فقالتا: ما من شئ نكرّهه إليه حتى لا يلبث في بيت أمّ سلمة، فقالتا ليس شيء أكره إليه من أن يقال له نجد منك ريح شيء، فإذا جاءك فدنا منك فقولى أنه أجد منك ريح شيء فإنّه يقول من عسل أصبته عن أمّ سلمة، فقولى له: أرى نحله جرس عُرْفُطًا. فلمّا دخل على عائشة فدنا منها قالت: إنى لأجد منك شيئًا، ما أصبت؟ فقال: عسل من بيت أم سلمة. فقالت: يا رسول الله أرى نحله جرس عرفطًا. ثمّ خرج من عندها فدخل على حفصة فدنا منها فقالت مثل الذى قالت عائشة، فلمّا قالتاه جميعًا اشتدّ عليه فدخل على أمّ سلمة بعد ذلك فأخرجت له العسل فقال: أَخِّريه عنى لا حاجة لى فيه. فقالت فكنت والله أرى أن قد أتينا أمرًا عظيمًا، منعنا رسول الله شيئًا كان يشتهيه.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن عبد الله بن رافع قال: سألت أمّ سلمة عن هذه الآية: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [سورة التحريم: ١] قالت: كانت عندى عكّة من عسل أبيض بجرس نحله الضرو فكان النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يلعق منها وكان يحبّه، فقالت له عائشة: نحلها تجرس عرفطًا، فحرّمها، فنزلت هذه الآية.