للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأنصار في بنى أُميّة بن زيد وكنّا نتناوب النزول على رسول الله فينزل يومًا وأنزل يومًا، فإذا نزلت جئته بما يحدث من خبر ذلك اليوم من الوحى وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك، وكنّا معشر قريش نغلب النساء، فلمّا قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يأخذن من أدب الأنصار فصحت على امرأتى فراجعتنى فأنكرت أن تراجعنى، فقالت: ولِمَ تنكر أن أراجعك؟ فوالله إنّ أزواج النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ليراجعنه وإنّ إحداهنّ لتهجره اليوم حتى الليل. فأفزعنى ذلك فقلت: قد خاب من فعل ذلك منهنّ. ثمّ جمعت عليّ ثيابى فنزلت فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت: يا حفصة أتغاضب إحداكنّ رسول الله يومًا إِلى الليل؟ قالت: نعم. قلت: خبت وخسرت، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله فيهلكك؟ لا تستكثرى على رسول الله ولا تراجعيه في شيء (١) ولا تهجريه وسلينى ما بدا لك، ولا يغرّك أن كانت جارتك هى أوضأ منك وأحبّ إلى رسول الله. يريد عائشة.

قال عمر: وكنّا قد تحدّثنا أنّ غسّان تنعل الخيل لتغزونا. قال: فنزل صاحبى الأنصارى يوم نوبته فرجع إليّ عشاء فضرب بابى ضربًا شديدًا وقال: أنائم هو؟ ففزعت فخرجت إليه فقال: قد حدث اليوم أمر عظيم. قال: قلت: ما هو، أجاءت غسان؟ قال: لا بل أعظم من ذلك وأطول، طلّق رسول الله نساءه. فقلت: خابت حفصة وخسرت، قد كنت أظنّ هذا يوشك أن يكون. فجمعت عليّ ثيابى فصلّيت مع رسول الله الفجر فدخل رسول الله مَشْرَبة (٢) له فاعتزل فيها. قال: ودخلت على حفصة فإذا هى تبكى فقلت: ما يبكيك؟ ألم أكن قد حدّثتك هذا؟ طلّقكنّ رسول الله؟ فقالت: لا أدرى ما أقول، هو ذا معتزل في هذه المَشْرَبَة. قال: فخرجت فجئت المنبر فإذا حوله رهط يبكى بعضهم. قال فجلست معهم ثمّ غلبنى ما أجد فجئت المشربة التى فيها رسول الله فقلت لغلام


(١) كذا في ل، وأورده الحلبى في السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٠٥ بصيغة "لا تستكثرى النبى ولا تراجعيه في شيء". وفى ث، ح، ر "لا تستكبرى على رسول الله".
(٢) المشربة: الغرفة (القاموس المحيط: شرب).