للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى أُسامة بن زيد بن أسلم عن ابن كعب القرظى في قوله: {مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ} [سورة الأحزاب: ٣٨] الآية. قال: يعنى يتزوّج ما يشاء من النساء هذا فريضة وكان من كان من الأنبياء هذا سنّتهم، قد كان لسليمان بن داود ألف امرأة، سبع مائة مهيرة وثلثمائة سرّيّة، وكان لداود مائة امرأة فيهنّ أمّ سليمان امرأة أُورِيا (١) تزوّجها داود بعد الفتنة، فهذا أكثر ممّا كان لمحمد، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، من النساء.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى هشام بن سعد عن عمر مولى غُفرة قال: قالت يهود لمّا رأت رسول الله يتزوّج النساء: انظروا إلى هذا الذى لا يشبع من الطعام ولا والله ما له هِمَّةٌ (٢) إلا النساء، وحسدوه لكثرة نسائه وعابوه بذلك وقالوا: لو كان نبيًّا ما رغب في النساء. وكان أشدّهم في ذلك حُيَيّ بن أخطب، فأكذبهم الله وأخبرهم بفضل الله وسعته على نبيّه فقال: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} يعنى بالناس رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} [سورة النساء: ٥٤] ما آتى الله سليمان بن داود، عليه السلام، كانت له ألف امرأة، سبعمائة مهيرة وثلاثمائة سرّيّة، وكانت لداود مائة امرأة منهنّ امرأة أوريا أمّ سليمان بن داود النبيّ تزوّجها بعد الفتنة، فهذا أكثر مما لمحمّد، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى إبراهيم بن يزيد المكّى عن سليمان الأحول وهشام بن حُجير عن طاوس قال: وحدّثنى ابن أَبِى الزِّنَاد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: قال سليمان بن داود لأطوفنّ على سبعين امرأة، يعنى في ليلة، كلّ واحدة تأتى بغلام يقاتل في سبيل الله. فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل ونسى فلم تأت واحدة منهنّ بشئ إلا واحدة جاءت بشقّ غلام، ولو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركًا له في حاجته ولجاهدوا في سبيل الله فرسانًا أجمعين.


(١) كذا في ل، ومثله في ث، ح بدون ضبط، وكذا لدى الطبرى في تاريخه ج ١ ص ٤٨٤.
والضبط المثبت هنا ضبط قلم في ر.
(٢) ث "همٌّ".