للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مسلمةً مهاجرةً إلى الله ورسوله إلا أمّ كلثوم بنت عقبة، خرجت من مكّة وحدها وصاحبت رجلًا من خُزَاعة حتى قدمت المدينة في الهُدْنَة هدنة الحُدَيْبِية، فخرج في أثرها أخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة فقدما المدينة من الغد يوم قدمت فقالا: يا محمد فِ لَنَا بشرطنا وما عاهدتنا عليه. وقالت أمّ كلثوم: يا رسول الله أنا امرأة وحال النساء إلى الضعفاء ما قد علمت، فتردّنى إلى الكفّار يفتنونى في دينى وَلَا صَبْرَ لى؟ فنقض (١) الله العهدَ في النساء في صلح الحديبية وأنزل فيهنّ المحنة وحكم في ذلك بحكم رضوه كلّهم. وفى أمّ كلثوم نزل: {فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ} [الممتحنة: ١٠] فامتحنها رسول الله وامتحن النساء بعدها يقول: والله ما أخرجكنّ إلّا حبّ الله ورسوله والإسلام وما خرجتنّ لزوجٍ ولا مالٍ. فإذا قلن ذلك تُركن وحُبسن فلم يُرْدَدْن إلى أهليهنّ. فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، للوليد وعمارة ابنى عقبة: قد نقض الله العهد في النساء بما قد علمتماه فانصرفا. ولم يكن لأمّ كلثوم بنت عقبة بمكّة زوج، فلمّا قدمت المدينة تزوّجها زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبى فولدت له، وقتل عنها يوم مؤتة، فتزوّجها الزبير بن العوّام بن خويلد فولدت له زينب (٢).

أخبرنا يزيد بن هارون عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال: كانت أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط تحت الزبير بن العوّام، وكانت فيه شدّة على النساء وكانت له كارهة فكانت تسأله الطلاق فيأبَى عليها حتى ضربها الطلق وهو لا يعلم، فألحّت عليه وهو يتوضّأ للصّلاة فطلّقها تطليقة ثمّ خرجت فوضعت فأدركه إنسان من أهله فأخبره أنّها قد وضعت، فقال: خدعتنى خدعها الله! فأتى النبيَّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فذكر ذلك له فقال: سبق فيها كتاب الله فاخطبها. قال: لا ترجع إليّ أبدًا.

قال محمد بن عمر: ثمّ تزوّجها عبد الرحمن بن عوف فولدت له إبراهيم وحميدًا، ومات عنها عبد الرحمن فتزوّجها عمرو بن العاص فماتت عنده (٣).


(١) كذا في ث، ح، ر، ومثله لدى ابن حجر في الإصابة ج ٨ ص ٢٩٢، وهو ينقل عن ابن سعد، وفى ل "فقبض".
(٢) أورده ابن حجر في الإصابة ج ٨ ص ٢٩٢.
(٣) الإصابة ج ٨ ص ٢٩١.