للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عتبة ونساء معها، وأتين رسول الله وهو بالأبطح فَبَايَعْنَه، فتكلّمت هند فقالت: يا رسول الله، الحمد لله الذى أظهر الدين الذى اختاره لنفسه لتنفعنى رحمك، يا محمّد إنى امرأة مؤمنة بالله مصدّقة برسوله. ثمّ كشفت عن نقابها وقالت: أنا هند بنت عتبة. فقال رسول الله: مرحبًا بك. فقالت: والله ما كان على الأرض أهل خباء أحبّ إليّ من أن يذلّوا من خبائك، ولقد أصبحت وما على الأرض أهل خباء أحبّ إليّ من أن يَعزّوا من خبائك. فقال رسول الله: وزيادة. وقرأ عليهنّ القرآن وبايعهنّ فقالت هند من بينهنّ: يا رسول الله نماسحك؟ فقال: إنّى لا أصافح النساء، إنّ قولى لمائة امرأة مثل قولى لامرأة واحدة (١).

قال محمد بن عمر: لما أسلمت هند جعلت تَضْرِبُ صنمًا في بيتها بالقدوم حتى فلّذته فلذة فلذة وهى تقول: كنّا منك في غرور (٢).

أخبرنا وَكِيع بن الجَرّاح، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: جاءت هند إلى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقالت: يا رسول الله إنّ أبا سفيان رجل شحيح لا يعطينى وولدى ما يكفينى إلا ما أخذت من ماله وهو لا يعلم. فقال: خذى ما يكفيك وولدك بالمعروف (٣).

أخبرنا عبد الله بن جعفر الرّقّى، حدّثنا أبو المليح، عن ميمون بن مهران أنّ نسوة أتين النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فيهنّ هند بنت عتبة بن ربيعة وهى أمّ معاوية يبايعنه، فلمّا أن قال رسول الله: لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن، قالت هند: يا رسول الله إنّ أبا سفيان رجل مسّيك فهل عليّ حرج أن أصيب من طعامه من غير إذنه؟ قال فرخص لها رسول الله في الرطب ولم يرخّص لها في اليابس. قال: ولا يزنين. قالت: وهل تزنى الحرّة؟ قال: ولا يقتلن أولادهنّ. قالت: وهل تركت لنا ولدًا إلا قَتْلتَه يوم بدر؟ قال: ولا يعصينك في معروف. وقال ميمون: فلم يجعل الله لنبيّه عليهنّ الطاعة إلّا في المعروف والمعروف طاعة الله (٤).


(١) مختصر ابن منظور ج ٢٧ ص ١٨٨ - ١٨٩ والتماسح: التصافح.
(٢) أورده ابن حجر في الإصابة ج ٨ ص ١٥٦ نقلًا عن ابن سعد.
(٣) الإصابة ج ٨ ص ١٥٦.
(٤) مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢٧ ص ١٨٧ - ١٨٨.