قال محمد بن عمر: وهاجرت أمّ الفضل بنت الحارث إلى المدينة بعد إسلام العبّاس بن عبد المطّلب. وكان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يزورها ويأتى بيتها كثيرًا.
أخبرنا عبد الله بن نمير، عن الأجلح قال: سمعت زيد بن عليّ بن حسين يقول: ما وضع رسول الله رأسه في حجر امرأة ولا تحلّ له بعد النبوّة إلّا أمّ الفضل فإنّها كانت تفليه وتكحله، فبينا هى ذات يوم تكحله إذ قطرت قطرة من عينها على خدّه فرفع رأسه إليها فقال: ما لك؟ فقالت: إنّ الله نَعاك لنا فلو أوصيت بنا مَن يكون بعدك إن كان الأمر فينا أو في غيرنا. قال: إنّكم مقهورون مستضعَفون بعدى.
أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السَّهْمِى، حدّثنا حاتم بن أَبِى صَغِيرَة عن سِمَاك بن حَرْب، أنّ أمّ الفضل امرأة العبّاس بن عبد المطّلب قالت: يا رسول الله رأيت فيما يرى النائم كأنّ عضوًا من أعضائك في بيتى. قال: خيرًا رأيت، تلد فاطمة غلامًا وترضعينه بلبان ابنك قُثَم. قال: فولدت الحسين فكفلته أمّ الفضل، قالت: فأتيتُ به رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فهو ينزّيه ويقبّله إذ بال على رسول الله فقال: يا أمّ الفضل أمسكى ابنى فقد بال عَلَيَّ. قالت: فأخذته فقرصته قرصة بكى منها وقلت: آذيتَ رسول الله بُلْتَ عليه. فلمّا بكى الصبّى قال: يا أمّ الفضل آذيتنى في بنيّ أبكيته. ثمّ دعا بماء فحدره عليه حدرًا ثمّ قال: إذا كان غلامًا فاحدروه حدرًا وإذا كان جارية فاغسلوه غسلًا.
أخبرنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا إسرائيل، عن سِمَاك، عن قَابُوس بن المُخَارِق، قال: رَأَتْ أمُّ الفضل أنّ في بيتها من رسول الله طائفة فأتت رسول الله فأخبرته فقال: هو خير إن شاء الله، تلد فاطمة غلامًا ترضعينه بلبن قُثم ابنك. فولدت حُسينًا فأعطتنيه فأرضعته حتى تحرّك فجاءت به إلى النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأجلسه في حجره فبالَ، فضربت بيدها بين كتفيه، فقال: أوجعتِ ابنى أصلحك الله، أو رحمك الله، فقلت: اخلع إزارك والبس ثوبًا غيره كيما أغسله. فقال: إنّما ينضح بَول الغلام ويغسل بول الجارية.
أخبرنا خالد بن مخلد، حدّثنا عبد الله بن عمر، عن سالم أبى النّضْر، عن أمّ الفضل بنت الحارث أنّها بعثت إلى النبيّ يوم عَرَفة بقدح من لبن وهو واقف على بعيره فشربه.