للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بمكّة وهو على ناقة له وأنا مع أبي وبيد رسول الله دِرَّةٌ كَدِرَّةِ الكتّاب فسمعت الأعراب والناس يقولون: الطبطبيّة الطبطبيّة (١). فدنا منه أى فأخذ بقدمه، فأقرّ له رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قالت: فما نسيت طول إصبع قدمه السبّابة على سائر أصابعه. قال: فقال له أبى: إنى شهدت جيش عِثْرَان. قال: فعرف رسول الله ذلك الجيش. فقال طارق بن المرقّع: من يعطينى رمحًا بثوابه؟ قال: فقلت: فما ثوابه؟ قال: أزوّجه أوّل بنت تكون لى. قال: فأعطيته رمحى ثمّ تركته حتى ولدت له ابنة وبلغت فأتيته فقلت: جهّز لى أهلى. قال: لا والله لا أجهّزهم (٢) حتى تجدّد لى صداقًا غير ذلك. فحلفت أن لا أفعل. فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَبِقَدْر (٣) أيّ النساء هى؟ قال: قد رأت القَتِير. قال: فقال لى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: دعها عنك لا خير لك فيها. قال: فراعنى ذلك ونظرت إليه، فقال رسول الله: لا تأثم ولا يأثم صاحبك. قالت: فقال له أبى في ذلك المقام: إنى قد نذرت أن أذبح عدّة من الغنم. قالت: لا أعلمه قال إلّا خمسين شاة على رأس بَوانة. فقال رسول الله: هل عليها من هذه الأوثان شئ؟ قال: لا. قال: فأوفِ لله بما نذرت له. قالت: فجمعها أبي فجعل ينحرها فانفلتت منه شاة فطلبها وهو يقول: اللهمّ أوف عنى نذرى، حتى أخذها فذبحها.

***


(١) لدى ابن الأثير في النهاية (طبطب) في حديث ميمونة بنت كَرْدَم "ومعه دِرّة كدرّة الكُتّاب، فسمعت الأعراب يقولون: الطَّبْطَبِيَّةَ الطَّبْطَبِيَّة" هى حكاية وقع السياط، وقيل حكاية وقْع الأَقدام عند السعى. يريد أقبل الناس إليه يسعون ولِأقْدَامِهم طَبْطَبَة: أى صوت: ويحتمل أن يكون أراد بها الدِّرَّةَ نفسها، فسماها طَبْطَبِيَّة: لأنها إذا ضُرِبَ بها حكَتْ صَوْتَ طَبْ طَبْ.
(٢) كذا في متن ل، ومثله في ح، ر. ورواية ث "لا جَهَّزْتهم" وبهامش ل "أجهّزهم: الضمير المتصل "هم" عائد على أهل، وكان المتوقع أن يقال أجهز "ها" إذ أن المراد هنا هو الزوجة ويفهم ذلك على أنه كناية".
(٣) في ل "وبقرن" ومثله في ث، ر. وهو خطأ، صوابه من ح، ولدى ابن الأثير في النهاية (قتر) وفيه أن رجلا سأله عن امرأة أراد نكاحها" قال: وبقَدْر أيّ الناس هى؟ قال: قد رأت القَتِير. قال: دعها" القتير: الشيب وبهامش النهاية بخصوص كلمة وبقدر (في الهروى: وتُقَدِّر).