للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفريعة ذكرت ذلك لرسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهى تريد أن تنتقل من بيت زوجها إلى أهلها، فذكرت أن رسول الله رخص لها في ذلك، فلمَّا قامت دعاها فقال لها: امكثى في بيتك حتّى يبلغَ الكتاب أجله (١).

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كَيْسان، عن ابن شِهَاب قال: بلغنى أنَّ سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجْرَة قال إنَّ عمَّته زينب بنت كعب بن عُجْرَة أخبرته عن فُرَيْعَة بنت مالك أخت أبي سعيد الخُدْرِيّ، وكانت بنت كعب بن عُجْرَة تحت أَبِي سعيد الخُدْرِيّ، فأخبرتها فريعة أنَّها كانت تحت رجل من بنى الحارث بن الخزرج. قالت فريعة: فخرج في طلب أعلاج له أُبّاق فأدركهم بطرف القدُوم فعدوا عليه فقتلوه، فأتت رسول الله فذكرت له أنّ زوجها قتل ولم يتركها في نَفَقة ولا مسكن للولد. وسألت رسول الله أن يأذن لها فتلحق بإخوتها ودارها فأذن لها رسول الله. قالت فريعة: فلمَّا خرجت من الحجرة أو كنت فيها دعاها رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأمرها أن تكرّر عليه حديثها ففعلت، قالت: فأمرنى أن لا أبرح من مسكنى الذى أتانى فيه وفاة زوجى حتّى يبلغ الكتاب أجله. قالت: فاعتدَّت فيه أربعة أشهر وعشرًا. قالت فريعة إنّ عثمان سُئل عن مثل ذلك، قالت: فذُكِرْتُ له فأرسل إلى فدخلتُ عليه وهو في جماعة من النَّاس فسألنى عن شأنى وماذا أمرنى به رسول الله فأخبرته، فأرسل إلى المرأة التى توفّى عنها زوجها فأمرها أن لا تبرح بيتها حتّى يبلُغَ الكتاب أجله.

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدّثنا زهير، حدَّثَنَا سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجْرَة أنَّ عمَّته وكانت تحت أَبِي سعيد الخُدْرِيّ أخبرته أنَّ الفُرَيْعة بنت مالك بن سِنان، وهى أخت أبي سعيد الخُدْرِيّ، أخبرتها أنَّ زوجها في زمان النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، خرج في طلب أعلاج له حتّى أدركهم بطرف القَدُوم فقتلوه، فلمّا جاءها ذلك لحقت برسول الله فقالت: يا رسول الله إنَّه جاء نعيّ زوجى وأنا في دار من دور الأنصار شاسعة ولم يتركنى في مال أرثه منه ولا مسكن يملكه


= وفي حديث فريعة بنت مالك خرج زوجي في طلب أعلاج له إلى طرف القدوم.
(١) تهذيب الكمال ج ٣٥ ص ٢٦٧.