كان على عهد رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وكان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يأكل منه، قال قلت: يا أمير المؤمنين فاقسمه بيننا، قال: فقسمه فأصاب كل رجل منا تسع تمرات، قال عمر بن عبد العزيز: قد دخلتها إذ كنت واليًا بالمدينة، وأكلتُ من هذه النخلة ولم أرَ مثلها من التمر أطيب ولا أعذب.
أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا يحيَى بن سعيد بن دينار عن أبى وَجْزَةَ يزيد بن عُبيد السعدىّ قال: كان مخيريقٌ أيْسَرَ بنى قَيْنُقَاع، وكان من أحبار يهود وعلمائها بالتوراة، فخرج مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى أُحُد ينصره وهو على دينه، فقال محمّد بن مسلمة وسلمة بن سلامة: إنْ أصِبْتُ فأموالى إلى محمّد، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يضعها حيث أراه الله عَزَّ وَجَلَّ، فلمَّا كان يوم السبت وانكسفت قريش ودُفن القتلى، وُجد مخيريقٌ مقتولًا به جراحٌ فدُفن ناحية من مقابر المسلمين ولم يُصَلّ عليه، ولم يُسْمَع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يومئذ ولا بعده يترحّم عليه، ولم يزده على أن قال: مُخَيْرِيقٌ خَيْرُ يَهُودَ. فهذا أمره.
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنى أيّوب بن أبى أيّوب عن عثمان بن وَثّاب قال: ما هذه الحوائط إِلَّا من أموال بنى النَّضِير، لقد رجع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، من أُحُد ففرّق أموال مخيريق.
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنى الضحّاك بن عثمان عن الزهرىّ قال: هذه الحوائط السبعة من أموال بنى النضير.
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنى موسى بن عمر الحارثى عن محمّد بن سهل ابن أبى حَثْمة قال: كانت صدقة رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، من أموال بنى النضير وهى سبعة: الأعْواف، والصافية، والدّلال، والميثب، وبُرقة، وَحُسْنَى، ومشربة أمّ إبراهيم، وإنما سُمّيت مَشربة أمّ إبراهيم لأن أمّ إبراهيم مارية كانت تنزلها، وكان ذلك المال لسلام بن مِشْكم النضيرى.
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنى أبو بكر بن عبد الله بن أبى سَبْرة، عن المِسْوَر ابن رفاعة عن محمّد بن كعب القُرظى قال: كانت الحُبُسُ على عهد رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حُبُسَ سبعةِ حوائط بالمدينة: الأعواف، والصافية، والدلال، والميثب، وبُرْقة، وحُسْنى، ومشربة أم إبراهيم. قال ابن كعب: وقد حبس المسلمون بعده على أولادهم وأولاد أولادهم.