للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فرميت بين يديه رجلًا من المشركين بحجر، وهو عَلَى فَرَسٍ فأصبت عين الفرس فاضطرب الفَرَس حتى وقع هو وصاحبه، وجعلتُ أعلوه بالحجارة حتى نَضدتُ عليه منها وِقْرًا (١). والنبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ينظر يتبسّم. ونظر جُرح أمّى على عاتقها فقال: أمّك أمّك! اعصِبْ جُرْحَها، بارك الله عليكم من أهل بيت! مَقام أمّك خير من مقام فلان وفلان، رحمكم الله أهل البيت، ومقام ربيبك -يعنى زوج أمّه- خير من مقام فلان وفلان، رحمكم الله أهل البيت! قالت: ادعُ الله أن نُرافقك في الجنّة. فقال: اللهمّ اجعلهم رفقائى في الجنّة. فقالت: ما أُبالى ما أصابنى من الدنيا (٢).

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى يعقوب بن محمد، عن موسى بن ضمْرَة بن سعيد، عن أبيه قال: أُتِىَ عمر بن الخطاب بمرُوط (٣)، فكان فيها مِرْطٌ جيّد واسع، فقال بعضهم: إنّ هذا المِرْط لثمن كذا وكذا، فلو أرسلتَ به إلى زوجة عبد الله بن عمر صَفيّة بنت أَبي عُبَيد. قال وذلك حِدْثَانَ ما دخلت على ابن عمر، فقال: أبعثُ به إلى مَن هو أحقّ به منها، أمّ عُمارة نَسِيبة بنت كَعْب، سمعت رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول يوم أحُد: ما التفتّ يمينًا ولا شمالًا إلا وأنا أراها تقاتل دونى (٤).

أخبرنا محمد بن عمر، عن معاذ بن محمد بن عمرو بن محصن النجّارى، عن خُبَيْب بن عبد الرحمن بن خُبَيب بن يَساف، عن ليلى بنت سعد، عن أمّ عُمارة نسيبة بنت كعب قالت: دخل عليّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عائدًا لى فقرّبت إليه طَفْشِيلةً (٥) وخُبْزَ شعيرٍ. قالت: فأصاب منه وقال: تعالى فكُلى. فقلت: يا رسول الله إنّى صائمةً. فقال: إنّ الصائم إذا أُكل عنده لم تزل الملائكة تصلّى حتى يُفرغ من طعامه (٦).


(١) الوقر: الحِمْل (النهاية).
(٢) أورده الواقدى في المغازى ص ٢٧٢ - ٢٧٣ بسنده ونصه.
(٣) المروط: جمع المرط، وهو الكساء من صوف أو خزّ (القاموس المحيط).
(٤) أورده الواقدى في المغازى ص ٢٧١ بسنده ونصه.
(٥) في القاموس "الطُّفَيْشَل: نوع من المَرَق".
(٦) سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢٨١.