للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مِلْحان فبعثت به معى إلى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقلت: هذا أخى بعثت به أمّى إليك. قال فأخذه رسول الله فمضغ له تمرةً فحنّكه بها فتلمّظ الصبيّ، فقال رسول الله: حبّ الأنصار للتمر.

أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصارى وعبد الله بن بكر السَّهْمِيّ قالا: حدَّثنا حميد قال: قال أنس: ثَقُل ابنٌ لأمّ سليم من أبى طلحة فخرج أبو طلحة إلى المسجد، فتوفّى الغلام، فهيّأت أمّ سليم أمره وقالت: لا تخبروا أبا طلحة بموت ابنه. فرجع من المسجد وقد يسّرت له عشاءه كما كانت تفعل، فقال: ما فعل الغلام، أو الصبيّ؟ قالت: خير ما كان. فقرّبت له عشاءه فتعشّى هو وأصحابه الذين معه، ثمّ قامت إلى ما تقوم له المرأة فأصاب من أهله، فلمّا كان من آخر الليل قالت: يا أبا طلحة ألم ترَ إلى آل فلان استعاروا عاريّة فتمتعوا بها فلمّا طُلبت إليهم شقّ عليهم؟ قال: ما أنصفوا. قالت: فإنّ ابنك فلانًا كان عاريّة من الله فقبضه إليه. قال: فاسترجع وحمد الله. فلمّا أصبح غدا على رسول الله، فلمّا رآه قال: بارك الله لكما في ليلتكما! فحملت بعبد الله بن أبى طلحة فولدت ليلًا فكرهت أن تحنّكه هى حتى يحنّكه رسول الله، فأرسلت به مع أنس، وأخذت تمرات عجوة فانتهيت به إلى رسول الله وهو يَهْنَأُ (١) أَبَاعِرَ له وَيَسِمُها (٢) فقلت: يا رسول الله ولدت أمّ سليم الليلة فكرهت أن تحنّكه حتى تحنّكه أنت. قال: معك شئ؟ قال: قلت تمرات عجوة. فأخذ بعضها فمضغه ثمّ جمعه بِرِيقهِ فأوجره إيّاه فتلمّظ الصبيّ. فقال: حبّ الأنصار التمر. قال: فقلت: سمّه يا رسول الله. قال: هو عبد الله.

حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاء، أخبرنا حميد، عن أنس قال: وُلد لِأبى طلحة غلام فسمّاه النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عبد الله.

أخبرنا عفّان بن مسلم، حدّثنا حمّاد بن سَلَمة، أخبرنا ثابت البُنَانِيّ، عن أنس أنّ أبا طلحة مات له ابن فقالت أمّ سليم: لا تخبروا أبا طلحة حتى أكون أنا


(١) هَنَأت البعير أهْنَؤُه، إذا طليته بالهناء، وهو القَطِران (النهاية).
(٢) لدى ابن الأثير في النهاية (وسم) ومنه الحديث "أنه كان يَسِمُ إبل الصدقة" أى يُعلِّم عليها بالكَيّ.