للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يكن معه يوم بدر إلا فرسان، فرس عليه المِقداد بن عمرو حليف الأسوَد خال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وفرس لِمَرْثَد بن أبى مَرْثَد الغَنَوى حليف حمزة بن عبد المطلب، وكان مع المشركين يومئذ مائة فرس. قال قُتيبة فى حديثه: كانت ثلاثة أفراس فرس عليه الزّبير بن العوّام.

أخبرنا سليمان بن حرب، أخبرنا حمّاد بن زيد عن أيوب عن عكرمة: أنّ النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. بعث عدِىّ بن أبى الزّغباء وبَسبَسَ بن عمرو طلِيعَة، يوم بدر، فأتيا الماء فسألا عن أَبى سُفيان فأُخبرا بمكانه. فرجعا إلى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فقالا: يا رسول الله نزل ماء كذا يوم كذا، وننزل نحن ماء كذا يوم كذا. وينزل هو ماء كذا يوم كذا، وننزل نحن ماء كذا يوم كذا حتى نلتقى نحن وهو على الماء، قال: فجاء أبو سفيان حتّى نزل ذلك الماء فسأل القوم: هل رأيتم من أحد؟ قالوا: لا إلّا رجلين، قال: أرُونى مُناخَ رِكابهما، قال: فأرَوْه، قال: فأخذ البَعْر ففتّه فإذا فيه النّوَى فقال: نواضح يثرب والله! قال: فأخذ ساحل البحر وكتب إلى أهل مكّة يُخبرهم بمسير النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

أخبرنا سليمان بن حرب، أخبرنا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن عِكرمة قال: استشار رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يومئذ الناس، فقال سعد بن عُبادة أو سعد بن مُعاذ: يا رسول الله سِرْ إذا شئتَ وانزلْ حيث شئتَ وحاربْ مَن شئتَ وسالِمْ مَن شئتَ، فوالذى بعثك بالحقّ لو ضربتَ أكبادها حتّى تبلغ بَرْك الغُماد من ذى يَمَن تبعناك ما تخلّف عنك منّا أحد! قال: وقال لهم يومئذ عُتبة بن ربيعة: ارجعوا بوجوهكم هذه التى كأنها المصابيح عن هؤلاء الذين كأنّ وجوههم الحيّات، فوالله لا تقتلونهم حتّى يقتلوا منكم مثلَهم فما خيركم بعد هذا؟ قال: وكانوا يأكلون يومئذ تمرًا، فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ابتدروا جنّة عرضُها السموات والأرض، قال: وعُمير بن الحُمام فى ناحية بيده تمرٌ يأكله فقال: بَخْ بَخْ! فقال له النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَهْ! قال: لن تعجزَ عنّى، ثمّ قال: لا أزيد عليكنّ حتى ألحق بالله، فجعل يأكل ثمّ قال: هِيهِ حبستنى! ثمّ قذَفَ ما فى يده وقام إلى سيفه وهو معلّق مَلفوف بِخِرَقٍ، فأخذه ثمّ تقدّم فقاتل حتّى قُتِل، وكانوا يومئذ يميدون من النّعاس ونزلوا على كَثيب أهْيلَ، قال: فمطرت السماء فصار مثل الصفا يَسْعونَ عليه سَعيًا،