للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله بن طارق وخُبيب بن عدىّ وزَيد بن الدّثِنَة (١) وخالد بن البُكَيْر (٢) ومعتب بن عُبيد، وهو أخو عبد الله بن طارق لأمّه وهما من بلىّ حليفان فى بنى ظَفَر، وأَمّرَ عليهم عاصم بن ثابت، وقال قائل: مَرْثد بن أبى مَرْثد، فخرجوا حتى إذا كانوا على الرّجيع، وهو ماء لهُذَيل بصدور الهَدةِ، والهَدة على سبعة أميالٍ منها، والهَدَة على سبعة أميال من عُسفان، فَغَدروا بالقوم واستصرخوا عليهم هذيلًا، فخرج إليهم بنو لحيان فلم يَرُعِ القومَ إلّا الرّجال بأيديهم السيوفُ قد غشوهم، فأخذ أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، سيوفَهم فقالوا لهم: إنّا والله ما نريد قتالكم إنّما نُريد أن نصيب بكم ثمنًا من أهل مكة ولكم العهدُ والميثاقُ ألَّا نقتلكم (٣).

فأمّا عاصم بن ثابت ومَرْثد بن أبى مَرْثد وخالد بن أبى البُكَيْر ومُعَتّب بن عُبيد فقالوا: والله لا نقبل من مُشرك عهدًا ولا عقدًا أبدًا، فقاتَلوهم حتى قُتلوا. وأمّا زيد بن الدّثِنة وخُبيب بن عَدِىّ وعبد الله بن طارق فاستأسروا وأعطوا بأيديهم، وأرادوا رأس عاصم ليبيعوه من سُلافة بنت سعد بن شُهيد، وكانت نذرت لتشربنّ فى قِحف عاصم الخمرَ، وكان قَتَل بنيها مُسافِعًا وجُلاسًا يوم أُحُد، فَحَمَتهُ الدّبر فقالوا: أَمهِلوه حتى تُمسى، فإنّها لو قد أمسَت ذهبَت عنه. فبعثَ الله الوادى فاحتَمَله وخرَجوا بالنّفر الثلاثة حتى إذا كانوا بمرّ الظَّهْران انتزعَ عبد الله بن طارق يدَه من القِرَان (٤) وأخذ سيفه واستأخَر عنه القوم فَرَمَوْهُ بالحِجارة حتى قَتَلوه، فقبره بمرّ الظّهران، وقَدموا بخُبيب وزَيد مكّة. فأمّا زَيد فابتاعه صَفْوان بن أُميّة فَقَتله بأبيه، وابتاعَ حُجَير بن أبى إهاب خُبيبَ بن عَدِىّ لابن أُخته عُقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل ليقتله بأبيه فحبسوهما حتى خرجت الأشهُر الحرُم ثمّ أخرجوهما إلى التّنعيم (٥) فقتلوهما، وكانا صلّيَا ركعتين ركعتين قبل أن يُقتَلا، فَخُبيب أوّل مَن سَنَّ ركعتين عند القتل.


(١) ضبط فى المواهب الدثنة: بفتح الدال، وكسر الثاء مع فتح النون المشددة. وزاد البرهان: وقد تسكن الثاء. وضبطه صاحب القاموس، بكسر الثاء مع فتح النون المخففة.
(٢) كذا فى الطبرى، والإصابة وأسد الغابة والاستيعاب. كما قيده كذلك الصالحى فى سبل الهدى ج ٦ ص ٨٠، وفى ل، م هنا "أبى البكير" ومثله لدى الواقدى ص ٣٥٥ - الذى ينقل عنه سعد. ورجحتُ ما دونته لأن المؤلف ذكره فى موضع آخر من هذه الغزوة "فى نسخة م" موافقا لما أثبته.
(٣) النويرى ج ١٧ ص ١٣٣.
(٤) القران: الحبل الذى يشد به الأسيران.
(٥) التنعيم: موضع بمكة فى الحل، وهو بين مكة وسرف على فرسخين من مكة.