للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقُتل من المسلمين رجلان أخطآ الطّريق أحدهما كُرْز بن جابر الفِهْرى و [الآخر] خالد الأشْقر الخُزاعى، وضُربت لرسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قبّة من أدم بالحَجون فمضى الزّبير بن العوّام برايته حتى ركزها عندها، وجاء رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فدخلها فقيل له: ألا تنزل (١) منزلك؟ فقال: وهل ترك عَقِيلٌ لنا منزِلًا؟ ودخل النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مكّة عَنوةً فأسلم النّاس طائعين وكارهين، وطاف رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بالبيت على راحلته وحول الكعبة ثلاثمائة وستّون صنمًا، فجعل كلّما مرّ بصنم منها يُشير إليه بقضيب في يده ويقول: جاءَ الحَقّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إن الْبَاطِلَ كَان زَهُوقًا: فيقع الصّنم لوجهه، وكان أعظمها هُبَل، وهو وِجاهَ الكعبة، ثمّ جاء إلى المقام وهو لاصق بالكعبة فصلّى خلفَه ركعتين، ثمّ جلس ناحيةً من المسجد وأرسل بلالًا إلى عثمان بن طلحة أن يأتى بمفتاح الكعبة فجاء به عثمان فقبضه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وفتح الباب ودخل الكعبة فصلّى فيها ركعتين وخرج فأخذ بعضَادتَى الباب والمفتاح معه، وقد لُبط بالنّاس حول الكعبة، فخطب النّاس يومئذ ودعا عثمان بن طلحة فدفع إليه المفتاح وقال: خذوها يا بنى أبى طلحة تالدةً خالدةً لا ينزعها منكم أحد إلّا ظالم! ودفع السّقاية إلى العبّاس بن عبد المطّلب وقال: أعطيتُكم ما تَرْزَأكم ولا تَرْزَءونَها! (٢) ثمّ بعث رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، تَميم بن أسد الخزاعى فجدّد أنصابَ الحَرَم.

وحانت الظهر فأذّن بلال فوق ظَهر الكعبة وقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا تُغْزَى قُريش بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة! يعني على الكفر. ووقف رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بالحَزْوَرَة وقال: إنّك لخيرُ أرض الله وأحبّ أرض الله إليّ، يعني مكّة، ولولا أنّى


(١) ألا تنزل .. إلخ. الحلبى "قال: يا رسول الله أين تنزل غدا؟ أتنزل في دارك؟ فقال: وهل ترك لنا عقيل من دار! ".
(٢) في هامش ل "ابن هشام ص ٨٢١ س ٤ (أسفل) أعطيكم ما تُرْزَءُون لا ما تَرْزَءُون". الأزرقى ص ١٨٦ "أعطيتكم ما ترزءُون فيها ولا أعطيكم ما ترزءون منه" الحلبى مفسرا "إنما أعطيكم ما تبذلون فيه أموالكم للناس أي وهو السقاية، لا ما تأخذون فيه من الناس أموالهم وهي الحجابة" والديار بكرى جـ ٢ ص ٩٤ س ٥ "أعطيكم ما ترزءون فيه لا ما ترزءون منه" قال أبو على: معناه أنا أعطيكم ما تتموّنون على السقاية التي تحتاج إلى مؤن. أي فأنتم تُرْزَءون -بضم التاء وسكون الراء المهملة قبل الزاى المعجمة المفتوحة- من الرُّزء بالضم وهو النقص. أي يرزؤكم الناس أي ينقصونكم بالأخذ لتموينكم إياهم بتموين السقاية المعدّة لهم، وأما السدانة فيرزأ لها الناس بالبعث إليها، أي =