أبى عمر الشآمى عن عبيد بن الخشخاش عن أبى ذرّ قال: قلت للنبىّ، عليه السلام: أىّ الأنْبياء أوّل؟ قال: آدَمُ. قلت: أوَنَبيًّا كان؟ قال: نَعَمْ نَبِىّ مُكَلَّمٌ. قال: قلت فكم المُرْسَلون؟ قال: ثَلاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل أبو سلمة التّبُوذَكِىّ، أخبرنا حمّاد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال: كان لآدم أربعة أولاد تُؤام، ذكرٌ وأنثى من بَطن، وذكَرٌ وأنثى من بَطن، فكانت أخت صاحب الحرث وضيئةً، وكانت أخت صاحب الغنم قبيحة، فقال صاحب الحرث: أنا أحقّ بها، وقال صاحب الغنم: أنا أحقّ بها. فقال صاحب الغنم: ويحك! أتريد أن تستأثر بوضاءتها علىّ؟ تعالَ حتى نقرّب قربانًا، فإن تُقُبّلَ قربانُك كنتَ أحقّ بها، وإن تُقُبّل قربانى كنت أحقّ، بها، قال: فقرّبا قربانهما، فجاء صاحب الغنم بكبش أعين أقرَن أبيض وجاء صاحب الحرث بصُبرَةٍ من طعامه، فقُبل الكبش، فخزنه الله فى الجنّةِ أرْبعينَ خريفًا، وهو الكبش الذى ذبحه إبراهيم، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال صاحب الحرث: لأقتُلَنّكَ. فقال صاحب الغنم:{لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ}؛ إلى قوله:{جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}[سورة المائدة: ٢٨، ٢٩]. فقتله فولد آدم كلهم من ذلك الكافر.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، أخبرنا حماد بن سلمة عن علىّ بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عبّاس قال: كان آدم يزوّج ذكر هذا البطن بأنثى هذا البطن، وأنثى هذا البطن بذكر هذا البطن.
قال: أخبرنا حفص بن عمر الحوْضىّ، أخبرنا إسحاق بن الربيع عن الحسن عن عُتَىّ عن أُبَىّ بن كعب أنّ آدم لما حضره الموت قال لبنيه: يا بَنىّ اطلبوا لى من ثمرة الجنّة فإنى قد اشتهيتها، فذهب بنوه، وذاك فى مرضه، يطلبون له من ثمرة الجنّة، فإذا هم بملائكة الله، قالوا لهم: يا بنى آدم ما تطلبون؟ قالوا: إنّ أبانا اشتاق إلى ثمرة الجنَّة فنحن نطلبها. قالوا: ارجعوا، فقد قُضى الأمر؛ فإذا أبوهم قد قُبض. فأخذت الملائكة آدم فغسلوه وحنّطوه وكفّنوه وحفروا له قبرًا وجعلوا له لحدًا، ثمّ إنّ ملكًا من الملائكة تقدّم فصلّى عليه وخلْفَه الملائكة وبنو آدم خلفهم، تُمّ وضعوه فى حفرته وسوّوا عليه، فقالوا: يا بنى آدم هذا سبيلكم وهذه سُنّتكم.