المهاجرين والأنصار بعساس فيها النبيذ، فلمّا شرب، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عجل قبل أن يروى فرفع رأسه فقال: أحسنتم هكذا اصنعوا! قال ابن عبّاس: فرِضاء رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في ذلك أحبّ إليّ من أن تَسيل شعابها علينا عَسَلًا ولبنًا.
أخبرنا عبد الوهّاب عن ابن جُريج عن عَطاء: أن النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لمّا أفاضَ نزع لنفسه بالدلو لم يَنْزع معه أحدٌ فشرب ثمّ أفرغ ما بقى في الدلو في البئر وقال: لولا أن يغلبكَم النّاس على سقايتكم لم ينزع منها أحد غيرى، قال: فنزع هو نفسه الدّلو التي شرب منها لم يُعنْه على نزعها أحدٌ.
أخبرنا الحسن بن موسى الأشْيب، حدّثنا زهير، أخبرنا أبو إسحاق، حدّثني حارثة بن وهب الخزاعى، وكانت أمّه تحت عُمر، قال: صلّيت خلف رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بمنى والنّاس أكثر ما كانوا فصلّى بنا رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ركعتين في حجة الوداع.
أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء قال: أخبرنا سعيد بن أبي عَرُوبة عن قَتادة عن شَهْر بن حَوْشَب عن عبد الرحمن بن غَنم عن عمرو بن خارجة قال: خَطَبنا رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بمنى وإنّى لتحتَ جران ناقته وهي تَقْصَعُ بجرّتها وإنّ لُعابَها لَيسيل بين كَتفيّ فقال: إنّ الله قسم لكلّ إنسان نصيبه من الميراث فلا تَجوز لوارث وصيّة، ألا وإنّ الوَلَدَ للفراش وللعاهر الحَجَر! ألا ومَن ادّعى إلى غير أبيه أو تولّى غير مَواليه رغبةً عنهم فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين!
أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقى، أخبرنا الوليد بن مسلم، أخبرنا هشام بن الغازِ، أخبرني نافع عن ابن عمر: أنّ النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجّة التي حجّ فقال للنّاس: أيّ يوم هذا؟ فقالوا: يوم النحر: قال: فأيّ بلد هذا؟ قالوا: البلد الحرام: قال: فأيّ شهر هذا؟ قالوا: الشهر الحرام: فقال: هذا يوم الحجّ الأكبر! فدماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحُرمة هذا البلد في هذا الشهر في هذا اليوم، ثمّ قال: هل بَلّغْتُ؟ قالوا: نعمْ! فطفق رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول: اللهمّ اشهد! ثمّ ودّع النّاس فقالوا: هذه حجّة الوداع.
أخبرنا خلف بن الوليد الأزدى، أخبرنا يحيَى بن زكريّاء بن أبي زائدة،