للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قد كشف ستْر حجرة عائشة. فنظر إليهم وهم صفوف في صلاتهم فتبسّم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليَصل الصّفّ وظنّ أنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يريد أن يخرج إلى الصّلاة: قال أنس: وهَمّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحًا برسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حين رأوه فأشار إليهم رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بيده أن أَتمُّوا صلاتَكم، ثمّ دخل الحجرةَ فأرخَى الستر بينه وبينهم. قال أنس: وتوفّي رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ذلك اليومَ.

أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطّيالِسيّ، معاوية بن عمرو الأزْدى قالا: أخبرنا زائدة بن قُدامة عن موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله قال: دخلتُ على عائشة فقلتُ لها حدّثيني عن مرض رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قالت: لمّا ثَقُل رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: أَصَلَّى النّاسُ؟ فقلت: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله! قال: ضَعُوا لي ماءً في المخْضَب، قالت: ففعلنا فاغتسل ثمّ ذهب لينوء فأغْمىَ عليه ثمّ أفاق فقال: أَصَلَّى النّاسُ؟ فقلت: لا، هم ينتظرونك! فقال: ضَعوا لي ماءً في المخضب، قالت: ففعلنا فاغتسل ثمّ ذهب لِيَنُوءَ (١) فأغمى عليه ثمّ أفاق فقال: أصلّى النّاسُ؟ فقلت: لا، هم ينتظرونك! فقال: ضَعُوا لي ماءً في المخضب، قالت: ففعلنا فذهب فاغتسل فقال: أَصَلَّى النّاسُ؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك! والنّاس عُكوف في المسجد ينتظرون رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لصلاة العشاء الآخرة. قالت: فأرسل رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى أبي بكر بأن يصلّى بالنّاس فأتاه الرّسول فقال: إنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يأمرك أن تصلّى بالناس. فقال أبو بكر، وكان رجلًا رقيقًا: يا عُمر صَلِّ بالنّاس! فقال عمر: أنت أحق بذلك! قالت: فصلّى أبو بكر تلك الأيّامَ، ثمّ إنّ النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَجدَ من نفسه خفّة فخرج بين رجُلين أحدُهما العبّاس فصلّى الظُّهر وأبو بكر يصلّى بالنّاس، قالت: فلمّا رآه أبو بكر ذهب ليتأخّر فأومأَ إليه النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أن لا يتأخّر وقال لهما: أَجْلسِاني إلى جنبه، فأَجلساه إلى جنب أبي بكر. قال: فجعل أبو بكر يصلّى وهو قائم بصلاة النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والنّاس يصلّون بصلاة أبي بكر والنبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قاعدٌ (٢).


(١) ينوء: ينهض.
(٢) أورده النويري ج ١٨ ص ٣٦٨.