يزيد بن بَابَنُوس عن عائشة قالت: لما تُوفّى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، جاء أبو بكر فدَخَلَ عليه، فرفعتُ الحجابَ فكشَفَ الثّوبَ عن وجهه فاسترجَع فقال: مات واللهِ رسولُ الله! ثمّ تحوّل من قِبَل رأسه فقال: وا نبِيّاه! ثمّ حَدَرَ فَمَه فَقبّل وجهه ثمّ رفع رأسه فقال: وا خليلاه! ثمّ حَدَر فَمَهُ فقبَّل جَبهته ثمّ رفع رأسه فقال: واصفيّاه! ثمّ حَدَر فَمَهُ فقبَّل جبهته ثمّ سَجَّاه بالثّوب ثمّ خرج (١).
أخبرنا موسى بن داود، أخبرنا نافع بن عمر الجُمَحيّ عن ابن أبي مُلَيْكة: أنّ أبا بكر أستأذَن على النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بعدما هَلَك فقالوا: لا إِذْنَ عليه اليومَ! فقال: صدقتم! فدَخَلَ فكشَفَ الثوبَ عن وجهه وقبَّله.
أخبرنا أحمد بن الحَجّاج قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرني مَعْمَر ويونس عن الزّهريّ، أخبرني أبو سَلَمة بن عبد الرّحمن بن عوف أنّ عائشة زوج النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أخبرته: أنّ أبا بكر أقبلَ على فَرَس من مَسْكنه بالسُّنْح حتى نَزَل، فدخلَ المسجدَ فلم يكلّم النّاس حتى دخَلَ على عائشة فتيمّم رسولَ الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهو مُسجّى ببُرد حِبَرة، فكشَفَ عن وجهه ثمّ أكَبَّ عليه فقبَّله وبَكَى ثمّ قال: بأبي أنتَ! والله لا يجمع الله عليك مَوْتَتين أبدًا، أمّا الموتة الأولى الّتى كُتِبَتْ عليك فَقَدْ مِتَّها.
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن عبد الله عن الزّهريّ عن سعيد بن المسيّب قال: لما انتهى أبو بكر إلى النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهو مُسجّى قال: تُوفّى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والّذى نفسى بيده، صلوات الله عليك! ثمّ أكبّ عليه فقبّله وقال: طِبْتَ حَيًّا وميّتًا.
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن عبد الله عن الزّهريّ عن أبي سلمة عن ابن عبّاس وعائشة قالا: قَبَّل أبو بكر بين عينيه، يَعْنيان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.