للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وجرت الشمس والقمر فى سمائهم، ونزل بنو يافث الصفون مجرى الشمال والصبا، وفيهم الحمرة والشّقرة، وأخلى الله أرضهم فاشتدّ بردها، وأخلى سماءها فليس يجرى فوقهم شئ من النجوم السبعة الجارية لأنهم صاروا تحت بنات نعش والجَدْى والفَرْقَدَين، وابْتلوا بالطّاعون (١).

ثمّ لحقت عاد بالشِّحر فعليه هلكوا بواد يقال له مغيث، فخلفت بعدهم مَهْرَةُ بالشّحر، ولحقت عبيل بموضع يثرب، ولحقت العماليق بصنعاء قبل أن تُسَمّى صنعاء، ثمّ انحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبيلًا، فنزلوا موضع الجُحفَة فأقبل سيل فاجتحفَهُم فذهب بهم فسمّيت الجُحفة (٢).

ولحقت ثمود بالحجر وما يليه فهلكوا ثَمّ، ولحقت طسم وجَديس باليمامة، وإنّما سمّيت اليمامة (٣) بامرأة منهم، فهلكُوا، ولحقت أُميم بأرض أُبار فهلكوا بها، وهى بين اليمامة والشِّحر، ولا يصل إليها اليومَ أحدٌ غلبت عليها الجنّ، وإنّما سُمّيت أبار بأبار بن أميم (٤).

ولحقت بنو يقطن بن عابر باليمن فسُمّيت اليمن حيث تيامنوا إليها، ولحق قوم من بنى كنعان بن حام بالشأم فسُمّيت الشأم حيث تشاءموا إليها، وكانت الشأم يقال لها أرض بنى كنعان، ثمّ جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونَفَوْهُمْ عنها، فكانت الشأم لبنى إسرائيل (٥).

ووثبت الروم على بنى إسرائيل فقتلوهم وأجلوهم إلى العراق إلّا قليلًا منهم، ثمّ جاءت العرب فغلبوا على الشأم فكان فالغ وهو فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، وهو الذى قسم الأرض بين بنى نوح، كما سمّينا فى الكتاب (٦).

قال: أخبرنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، أخبرنا الحسن بن الحكم النخعى،


(١) الطبرى: نفس المصدر والجزء والصفحة.
(٢) الطبرى: نفس المصدر.
(٣) م "اليمانة": وكتب فوقها صح، والمثبت رواية "ل" وقد آثرتها اعتمادا على ما ورد لدى الطبرى ج ١ ص ٢٠٨ فى الموضع المماثل، وابن الأثير فى الكامل ج ١ ص ٧٨.
(٤) الطبرى: نفس المصدر.
(٥) الطبرى: نفس المصدر.
(٦) الطبرى ج ١ ص ٢٠٩.