للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اسمه إبراهيم، ثمّ انتقل إلى كوثى من أرض بابل، فلمّا بلغ إبراهيم وخالف قومه ودعاهم إلى عبادة الله، بلغ ذلك الملك نمروذ، فحبسه فى السجن سبع سنين، ثمّ بنَى له الحَيْر (١) بجصّ وأوقده بالحطب الجزل وألقى إبراهيم فيه، فقال: حسبى الله ونعم الوكيل! فخرج منها سليمًا لم يُكلَم (٢).

قال: أخبرنا هشام بن محمد عن أبيه عن أبى صالح عن ابن عبّاس قال: لمّا هرب إبراهيم من كُوثَى (٣)، وخرج من النّار، ولسانه يومئذ سريانىّ، فلمّا عبر الفرات من حرّان غيّر الله لسانه فقيل عبرانىّ حيث عبر الفرات، وبعث نمروذ فى أثره وقال: لا تدعوا أحدًا يتكلّم بالسريانيّة إلّا جئتمونى به، فلقوا إبراهيم فتكلّم بالعبرانيّة فتركوه ولم يعرفوا لغته (٤).

قال هشام بن محمد عن أبيه: فهاجر إبراهيم من بابل إلى الشأم، فجاءته سارة فوهبت له نفسها، فتزوّجها وخرجت معه وهو يومئذ ابن سبع وثلاثين سنة، فأتى حرّان فأقام بها زمانًا، ثمّ أتى الأرْدُنّ فأقام بها زمانًا، ثم خرج إلى مصر فأقام بها زمانًا، ثمّ رجع إلى الشأم فنزل السبع، أرضًا بين إِيلِياء (٥) وفلسطين، فاحتَفَر بئرًا وبنى مسجدًا، ثمّ إنّ بعض أهل البلد آذوه فتحوّل من عندهم فنزل منزلا بين الرملة وإيليا فاحتفر به بئرًا وأقام به، وكان قد وُسّع عليه فى المال والخدم. وهو أوّل من أضاف الضيف، وأوّل من ثَرَد الثّريد، وأوّل مَن رأى الشيب (٦).

قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدىّ، أخبرنا سفيان الثورىّ عن عاصم عن أبى عثمان، قال عاصم: أراه عن سلمان، قال: سأل إبراهيم ربّه خيرًا فأصبح ثلثا رأسه أبيض، فقال: ما هذا؟ فقيل له: عبرة فى الدنْيا، ونور فى الآخرة.

قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدىّ، أخبرنا سفيان بن سعيد عن أبيه عن عكرمة قال: كان إبراهيم خليل الرحمن، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يكنّى أبا الأضياف.

قال: أخبرنا مَعْن بن عيسى، أخبرنا مالك بن أنس عن يحيَى بن سعيد عن


(١) بهامش م "الحير بالفتح شبه الحظيرة أو الحمى".
(٢) الخبر لدى الطبرى ج ١ ص ٣١٠ من رواية ابن سعد.
(٣) لدى البكرى: هى المدينة التى ولد فيها إبراهيم عليه السلام، وهى بالعراق.
(٤) أورده الطبرى فى تاريخه ج ١ ص ٣١٠ نقلا عن ابن سعد.
(٥) إيلياء: اسم مدينة بيت المقدس.
(٦) الخبر لدى الطبرى ج ١ ص ٣١٠ - ٣١١ نقلا عن ابن سعد.