للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقالت هند بنت أُثاثة أيضًا:

قَدْ كَانَ بعدَكَ أنباءٌ وهَنبَثَةٌ، … لَوْ كُنْتَ شاهدَها لم تَكثرِ الخُطَبُ

إنّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الأرْضِ وَابلَهَا! … فاحتلْ لقَوْمكَ وَاشهدهمْ ولا تغبِ

قَدْ كنتَ بدرًا ونُورًا يُستَضَاءُ بهِ، … عَلَيكَ تُنزَلُ منْ ذى العزّةِ الكتبُ

وَكَانَ جبرِيلُ بالآياتِ يَحْضُرُنا، … فغابَ عَنّا وكلُّ الغَيْبِ مُحْتَجِبُ

فَقَدْ رُزِئْتُ أبًا سَهْلًا خَلِيقَتُهُ، … مَحْضُ الضّرِيبَةِ والأعْراقِ والنّسبِ

وقالت عاتكة بنت زَيْد بن عَمْرو بن نُفيل ترثى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:

أمْسَتْ مَرَاكِبُهُ أوْحَشَتْ، … وَقَدْ كانَ يَرْكَبُها زَيْنُهَا

وأمْسَتْ تُبَكّى عَلى سَيّدٍ … تُرَدّدُ عَبْرتَهَا عَيْنُهَا

وَأمْسَتْ نِسَاؤكَ مَا تَسْتَفِيقُ … مِنَ الحُزْنِ يَعْتَادُها دَيْنُها

وَأمْسَتْ شَوَاحِبَ مِثْلَ النّصَا … لِ قَدْ عُطّلَتْ وَكَبَا لَوْنُهَا!

يُعَالِجْنَ حُزْنًا بَعِيدَ الذّهابِ، … وفى الصّدْرِ مُكْتَنِعٌ حَيْنُهَا

يُضَرِّبْنَ بِالكَفّ حُرّ الوُجُوهِ … عَلى مِثْلِهِ جَادَها شُونُهَا

هُو الفَاضِلُ السّيّدُ والمُصْطَفَى … عَلى الحقّ مُجْتَمِعٌ دِينُهَا

فكَيْفَ حَياتىَ بَعْدَ الرّسُولِ، … وقَدْ حَانَ مِنْ مِيتَةٍ حِينُهَا؟

وقالت أُمّ أَيْمن تَرثى النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:

عَيْنِ جُودى! فَإنّ بَذْلَكِ لِلدّمْـ … ـعِ شِفَاءٌ، فَأكْثِرى مِ البُكاءِ

حِينَ قالوا: الرّسُولُ أمْسى فَقيدًا … مَيّتًا، كانَ ذاكَ كُلّ البَلاءِ!

وَابْكِيا خَيرَ مَنْ رُزِئْناهُ في الدّنْـ … ـيَا وَمَنْ خَصّهُ بِوَحْى السّمَاءِ

بِدُمُوعٍ غَزِيرَةٍ مِنْكِ حَتّى … يَقْضِىَ اللهُ فِيكِ خَيْرَ القَضَاءِ

فَلَقَدْ كَانَ ما عَلِمتُ وَصُولًا، … ولَقَدْ جَاءَ رَحْمَةً بالضّيَاءِ!

وَلَقدْ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ نُورًا … وَسِرَاجًا يُضِئُ في الظَّلْمَاءِ

طَيّبَ العُودِ وَالضّرِيبةِ وَالمَعْـ … ـدنِ وَالخِيمِ خَاتَمَ الأنبياءِ

آخِر خبر النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

* * *