للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأولى، فعاهدها أيضًا لئن خُلّى عنه لا يقربها، فدعت الله فخُلّى عنه، ثمّ همّ بها الثالثة، فأُخذ أخذة هى أشدّ من الأولَيَيْنِ، فعاهدها لئن خُلّى عنه لا يقربها، فدَعت الله فخُلّى عنه، فقال للّذى أدخلها: أخرجها عنى فإنّك أدخلتَ علىّ شيطانًا ولم تُدخل عَلَىَّ إنسانًا، وأخدَمها هاجَر، فرجعت إلى إبراهيم، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهو يصلى ويدعو الله، فقالت: أبشر فقد كفّ الله يد الكافر الفاجر وأخدمنى هاجر، ثمّ صارت هاجر لإبراهيم، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بعدُ فولدت إسماعيل، قال أبو هريرة: فتلك أمّكم يا بنى ماء السّماء، كانت أمَة لأُمّ إسحاق (١).

قال: أخبرنا محمد بن حُميد عن مَعمر عن الزُّهرى قال: قال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إذا مَلَكْتُمُ القِبْطَ فَأَحْسِنُوا إلَيْهِمْ فَإنّ لَهُمْ ذِمّةً وإنّ لَهُمْ رَحِمًا، يعنى أمّ إسماعيل أنها كانت منهم (٢).

قال: أخبرنا محمد بن حُميد عن مَعمر عن أيّوب قال: قال سعيد بن جُبير قال ابن عبّاس: أوّل ما اتخذت النساء النُّطُق من قِبَل أن أُمّ إسماعيل، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، اتخدت مِنطَقًا لتعفّيَ أثرها على سارة يعنى حين خرج بها إبراهيم وبابنها إلى مكة.

قال: أخبرنَا محمد بن عمر، أخبرنَا موسى بن محمّد بن إبراهيم التّيْمىّ عن أبى بكر بن عبد الله بن أبى جَهم العَدَوى عن أبى بكر بن سليمان بن أَبى حَثْمَة العَدَوى عن أبى جَهم بن حُذَيفَة بن غانم قال: أوحَى الله إلى إبراهيم يأمره بالمسير إلى بلده الحرام، فركب إبراهيم البُراق وحملَ إسماعيل أمامه، وهو ابن سنتين، وهاجرُ خلفه ومعه جبريل يدلّه على موضع البيت حتى قدم به مكّة، فأنزل إسماعيل وأمّه إلى جانب البيت، ثمّ انصرف إبراهيم إلى الشأم.

أخبرنا إسماعِيل بن عبد الله بن أبى أُويْس المدنى قال: حدّثنى أَبى عن أبى الجارود الرّبيع بن قزيع عن عقبة بن بشير أنّه سأل محمد بن علىّ: مَنْ أوّل مَن تكلّم بالعربيّة؟ قال: إسماعيل بن إبراهيم، صلّى الله عليهما، وهو ابن ثلاث عشرة سنة، قال قلت: فما كان كلام الناس قبل ذلك يا أبا جعفر؟ قال:


(١) الخبر لدى الطبرى فى تاريخه ج ١ ص ٢٤٥ - ٢٤٦.
(٢) أخرجه صاحب الكنز برقم ٣٤٠٢١ عن ابن سعد.