للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قومه، ابن مالك بن عمرو بن مرّة بن مالك بن حِمْيَر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قَحطان، وإلى قحطان جماع اليمن.

وأُمّ زَيد بن حارثة سُعْدى بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلتَ بن سِلسِلَة من بَنى مَعْن من طَيِّئ (١)، فزارت سُعدى أمّ زيد بن حارثة قومَها وزيد معها، فأغارت خيلٌ لبنى القَيْن بن جَسْر في الجاهليّة فمرّوا على أبيات بنى مَعْن رَهْط أمّ زيد، فاحتملوا زيدًا إذ هو يومئذ غلام يَفَعَة قد أوْصَفَ، فَوافوا به سوق عُكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه منهم حَكيم بن حِزام بن خُوَيلد بن أسد بن عبد العُزّى بن قُصيّ لعمّته خَديجة بنت خُويلد بأربعمائة درهم، فلمّا تزوجها رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهبته له فقبضه رسولُ الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقد كان أبوه حارثة بن شراحيل حين فقده وقال:

بَكَيْتُ على زَيْدٍ ولم أدْرِ ما فَعَلْ … أحَيٌّ فيُرْجَى أمْ أتى دونَه الأجلْ

فوالله ما أدرى وَإنْ كنتُ سائِلًا … أغالك سهل الأرض أم غالك الجبلْ

فيا ليتَ شعرى هل لك الدهرَ رَجعةٌ … فحَسْبى من الدنيا رُجوعك لي بجلْ

تُذكّرُنيه الشمسُ عند طلوعِها … وَتَعْرِضُ ذكراهُ إذا قارَبَ الطّفَلْ

وإنْ هَبّت الأرْوَاحُ هيّجْنَ ذكرَه … فيا طولَ ما حزْنى عليه ويا وَجَلْ!

سَأُعْمِل (٢) نصّ العيس في الأرض جاهدًا … ولا أسْأم التطوافَ أو تسأمَ الإبلْ

حَياتىَ أوْ تأتى عَلَيّ مَنِيّتى … وكلّ امْرئٍ فانٍ وَإن غرّه الأملْ

وأُوصى به قيسًا وعَمرًا كِليْهِما … وأُوصى يزيدًا ثمّ من بعدهم جبلْ

يعني جبلة بن حارثة أخا زيد وكان أكبر من زيد، ويعنى يزيد أخا زيد لأمّه، وهو يزيد بن كَعب بن شَراحيل، قال فَحَجّ ناسٌ من كلْب فرأوا زَيدًا فعرفهم وعرفوه فقال: بلّغوا أهلى هذه الأبيات فإنّى أعلم أنهم قد جزعوا عليّ، وقال:

ألِكْنى إلى قَوْمى وإن كنتُ نائيًا … بأنّى قطينُ البيْت عند المشاعرِ


(١) أورد نسب أمه ابن حجر في الإصابة ج ٢ ص ٥٩٨ نقلا عن ابن سعد.
(٢) في متن ل: سَأَعْمَل. وفى حواشيها: الصحيح لدى الشيخ محمد عبده "سَأُعْمِل" وقد آثرت قراءة الشيخ اعتمادا على رواية ت، ث حيث ضبطت الكلمة فيهما ضبط قلم بضم الهمزة وكسر الميم.