للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فدُعىَ زيد: ابنُ محمّد حتَّى جاء الله بالإسلام (١).

هذا كلّه حدّثنا به هشام بن محمّد بن السائب الكلبى عن أبيه وعن جميل بن مَرْثَد الطائى وغيرهما، وقد ذكر بعض هذا الحديث عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عبّاس وقال في إسناده عن ابن عبّاس: فزوّجه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، زينب بنت جَحش بن رِيَاب (٢) الأسديّة، وأمّها أمَيمة بنت عبد المطّلب بن هاشم، فطلّقها زيدٌ بعد ذلك فتزوّجها رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فتكلّم المنافقون في ذلك وطعنوا فيه، وقالوا: محمّد يُحَرّمُ نساء الولد وقد تزوّج امرأة ابنه زيد، فأنزل الله جَلّ جلاله: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [سورة الأحزاب: ٤٠]، إلى آخر الآية، وقال: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [سورة الأحزاب: ٥] فدُعى يومئذ زيد بن حارثة ودعى الأدعياء إلى آبائهم، فدعى المقداد إلى عمرو وكان يقال له قبل ذلك المقداد بن الأسود، وكان الأسود بن عبد يغوث الزّهريّ قد تبنّاه.

قال: أخبرنا حجّاج بن محمّد قال: أخبرنا ابن جُريج: أخبرني موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله أنّه حدّثه عن عبد الله بن عمر أنّه قال فى زيد بن حارثة: ما كنّا ندعوه إلا زيد بن محمّد حتى نزلت: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [سورة: الأحزاب: ٥].

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا وُهيب بن خالد قال: وأخبرنى المعلّى بن أسد عن عبد العزيز بن المختار قالا جميعًا: أخبرنا موسى بن عقبة قال: حدّثني سالم بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر عن زيد بن حارثة الكلبيّ مولى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أنّ عبد الله بن عمر قال: ما كنّا ندعوه إلا زيد بن محمّد حتى نزل القرآن: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}.

قال: أخبرنا أبو داود عن سفيان عن نُسَيْر عن عليّ بن حسين، {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [سورة الأحزاب: ٤٠]، قال: نزلت في زيد.


(١) أورده ابن الأثير في أسد الغابة ج ٢ ص ٢٨٢، وابن حجر في الإصابة ج ٢ ص ٥٩٩.
(٢) رياب: بياء مثناة من تحت قيده ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ج ٤ ص ١١٠.