إخواني في الله: سوء الخاتمة وحسن الخاتمة له أسباب، فالله جل وعلا يقول:{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}[القلم:٣٥ - ٣٦] ويقول جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً}[الكهف:٣٠] إي والله؛ فالله تعالى أحكم الحاكمين وأعدل العادلين وقد قال سبحانه:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً}[الكهف:٣٠] فمن شب على الإيمان والعمل الصالح فليبشر يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
يا إخواني! هذه قصة محزنة، يقول لي أحد الثقات: كان لي قريب لا يصلي -وهذه القصص والله مما يحزن القلب، ولكن نريد بها الذكرى، نسأل الله ألا يجعلنا من الشامتين، اللهم لا تجعلنا من الشامتين، اللهم اجعلنا من المعتبرين، ولا تجعلنا من الشامتين يا رب العالمين- فيقول هذا الرجل: كان لي قريب وكان لا يصلي، فأصيب بمرض، يقول: فأتيته، فقلت: يا أخي لعل هذا المرض يكون لك موعظة، تب وارجع إلى الله، صل يا أخي، يقول: فانتهرني وأخرجني من البيت، يقول: فازداد به المرض حتى أضجعه على السرير الأبيض في المستشفى، يقول: فأتيته، وقلت: أخي ماذا بقي؟ تدارك بقية العمر، تب إلى الله وصلِّ، يقول: وبعد إلحاح شديد، قال: ائتني بتراب يريد أن يتيمم، يقول: ففرحت وذهبت وأتيت إليه بتراب، لعل الله أن يهديه ويصلي قبل أن ينزل به هاذم اللذات، يقول: فلما أتيت إليه بالتراب ووضعته بين يديه، يقول: والله إنه يريد أن يمد يديه إلى التراب وما استطاع أن يمد يديه، كأنها مقيدة، يا رب نسألك العافية، يقول: والله ما مست يده التراب، ومات ولم يسجد لله سجدة والعياذ بالله، اللهم إنا نسألك حسن الختام، ففي ذلك عبرة يا إخواني في الله!