للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تقوى الله وقصر الأمل في الدنيا]

أيها الإخوة في الله: من أسباب السعادة: الاستعداد ليوم الرحيل وتقصير الأمل، ليس من السعادة الفرحة بالأموال وغيرها، لا.

السعادة كل السعادة هي التقوى، وإذا أردت أن تزداد في التقوى فقصر من أملك في الدنيا، يقول بعض الناس: لماذا تقول هذا؟ أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي عبد الله بن عمر رضي الله عنه: {كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل} وماذا يقول ابن عمر رضي الله؟ يقول: [[إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح]] لو أًخذنا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لرقت القلوب، ولأقبلنا على طاعة الله عز وجل، ولكن لما امتلك حب الدنيا القلوب، وسكن فيها قست، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن دعاء لا يستجاب له} من منّا يبكي إذا تليت عليه آيات الله؟ ندعو الله عز وجل، كم دعونا الله! وكم اسغثنا ولم يستجب لنا، لأننا منهمكون في حب الدنيا، وصار البعض منَّا لا يبالي ما أخذ؛ أمن الحلال أم من الحرام، أكثر ما استحوذ على الناس اليوم أكل الربا أيها الإخوة في الله! البعض من الناس يأخذ أجرة ولم يقابلها بعمل، فإنا لله وإنا إليه راجعون {يأتي على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا والذي لم يأكله يأتيه من غباره} أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

إذاً لو خلصنا قلوبنا من هذه الشوائب وأكلنا الحلال الطيب، ثم رفعنا أيدينا لرب العزة والجلال لاستجاب لنا؛ لأن الله يقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:١٨٦] {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:٦٠] {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} [الأعراف:٥٥ - ٥٦].

وأي فسادٍ أكبر من إعلان الربا، أي فسادٍ أكبر من إعلان الأغاني في البيوت والشوارع، أي فسادٍ بعد إعلان التبرج من النساء في الشوارع، أي فسادٍ بعد ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أي فساد وأي فساد وأي فساد، ثم نخرج ونستغيث، وابن عباس رضي الله عنه في القرون المفضلة يقول: [[أنتم تنتظرون المطر وأنا أنتظر حجارة تنزل من السماء]] الله المستعان! الله المستعان أيها الإخوة في الله! فما أكثر أسماء السعادة الآن، الحلاق كتب على دكانه عنوان: حلاق السعادة، لماذا؟ لأنه يفتخر بحلق اللحى، ويضع التوليت، ويضع حلاقة مايكل وما إلى ذلك من أسماء أعداء الإسلام التي دخلت علينا، أما المطاعم تجد عنوانه: مطعم السعادة؛ لأنه أعد فيه المأكولات، بايع أشرطة الفيديو تجده تسجيلات السعادة للفيديو كذا وكذا، وهو يروج سعادة الشيطان، يروج الأفلام الخبيثة، يروج أفلام الشر والعار فإنا لله وإنا إليه راجعون.