[حكم جر الثوب زينة]
إن بعض أولئك المعاندين يقولون: لم نجره خيلاء، ولكن زينة، فنقول لهم: ليست الزينة والجمال فيما حرمه الله ورسوله، فاسمعوا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: {ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار} رواه البخاري.
اسمع أيها المعاند، اسمع أيها العاصي، ما حجتك بين يدي الله، وقد سمعت هذا البلاغ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ {ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار} رواه البخاري.
واسمعوا يا عباد الله! قال رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم: {من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمة -زوج النبي صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنها: فكيف تصنع النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبراً قالت: إذاً: تنكشف أقدامهن، قال: فيرخينه ذراعاً، لا يزدن} رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
والله يا عباد الله! والله يا أمة الإسلام! يا من غفلوا عن تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم! والله لقد عظمت المصيبة في زماننا، انعكس الأمر وانتكس، فالمرأة هي التي قصَّرت ثيابها، وكشفت عن قدميها وساقيها، والرجل حل محلها، فأسبل الثياب، وستر القدمين، فلا يظهر منه إلا الوجه وأطراف القدمين، فإنا لله وإنا إليه راجعون!
والله لو فكرنا نحن الحاضرون في هذه اللحظة لوجدنا الكثير منا قد أسبل الثياب، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
اللهم هذه أحاديث رسولك محمد صلى الله عليه وسلم قد بلغتُها كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: {بلغوا عني ولو آية}.
اللهم هذه أحاديث رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، أقرؤها على هذا المنبر، اللهم فاشهد أني قد بينت أن الإسبال محرم، وإن تلطخ به الكثير من المسلمين.
فأسأل الله أن يردهم إليه رداً جميلاً، اسمعوا إلى قول الله عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [النساء:١١٥].
فما ظنكم -يا عباد الله- بإنسانٍ يقف أمام الخياط ويأخذ مقاسه، ويوصيه أن يجعل الثوب أو الإزار أو المشلح طويلاً، ولقد قلت لبعض الناس: يا أخي! ارفع ثوبك فلا تجره، فيقول: أريد الستر، مع الأسف الشديد إن كان يريد الستر فهو امرأة؛ لأن الستر هو للمرأة، أما عورة الرجل فمن السرة إلى الركبة، وأما المرأة فهي كلها عورة إلا وجهها وكفيها في الصلاة، فمن قال: أريد الستر، فهو يتشبه بالنساء، ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء.
اللهم وفقنا إلى ما تحبه وترضاه, وجنبنا ما تبغضه وتأباه، اللهم اجعلنا ممن يتواصون بالحق، اللهم اجعلنا ممن يتناصحون لله وفي الله، إنك على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه ما دمتم في وقت الإمكان، استغفروه وتوبوا إليه ما دمتم في وقت الإمكان، فإن الله غفور رحيم.