للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من التصوير]

الحمد لله حمداًُ كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أتقى المرسلين وخاتم النبيين، عليه من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم، وعلى من استن بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، وتدبروا آيات الكتاب المبين، لتدلكم على كل خير، وتحذركم من كل شر.

عباد الله! عليكم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

واحذروا من الصور يا عباد الله! فإن الشرك ما حدث في قوم نوح إلا لما صوروا التصاوير، ونصبوا التماثيل، وقد ورد عن رسول الهدى الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم التحذير من التصوير في عدة أحاديث صحيحة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون بها يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم} متفق عليه.

وقال صلى الله عليه وسلم لـ عائشة رضي الله عنها: {يا عائشة! أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذين يضاهئون خلق الله} متفق عليه.

وقال صلى الله عليه وسلم: {كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم}.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: [[فإن كنت فاعلاً فاصنع الشجر وما لا روح فيه]] متفق عليه.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ} متفق عليه.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون} متفق عليه.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلبٌ ولا صورة} متفق عليه.

فهل نسمع ونعقل يا عباد الله؟! أم يدخل من أذن ويخرج من الأخرى؟ نحضر المواعظ ولكن لا فائدة فيها، مجالسنا منصوبة فيها الصور، وبيوتنا قد امتلأت بالصور، إنها مصيبة عظمى أصبنا بها، ودواهي كبرى عمت علينا، فإنا لله وإنا إليه راجعون! ووالله ثم والله ليس لنا منها مخرج إلا الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

عباد الله: إن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

عباد الله: صلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً} فأكثروا من الصلاة على رسول الله، فإن صلاتكم تعرض عليه يوم الجمعة وليلة الجمعة.

اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعلى سائر الصحابة أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.

اللهم إنا نتوسل إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تغيث قلوبنا بالإيمان، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان، اللهم ردنا إليك رداً جميلًا، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

اللهم أصلح أحوال المسلمين أجمعين، في مشارق الأرض ومغاربها يا رب العالمين.

اللهم انصر المجاهدين في سبيلك يا رب العالمين، اللهم أيدهم بتأييدك وانصرهم بنصرك يا رب العالمين.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأئمة ولاة أمور المسلمين أجمعين، اللهم وفقهم وأعنهم لإزالة المنكرات يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.

اللهم ارفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا واللواط والسفور والتبرج والتصاوير وجميع الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلادنا وعن بلدان المسلمين أجمعين يا رب العالمين.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله! إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا.

واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.