كذلك اعتاد البعض المقلدون للغرب، المقلدون للإفرنج، المقلدون لأعداء الإسلام اعتادوا أن يعتدوا على حلق اللحية، واعتدوا على الرجولة يقتلونها، فصاروا يحلقون اللحى، وحلق اللحية حرام، شاءوا أم أبوا, رضوا أم سخطوا، ورد في ذلك أحاديث كثيرة تبين أن حلق اللحية حرام، وحلق اللحية من التشبه بالنساء، ومن التشبه بالمجوس، ومن التشبه بالإفرنج، ومن التشبه باليهود {ومن تشبه بقومٍ فهو منهم}.
ترفعوا عن ذلك يا أمة الإسلام، ابتعدوا عن المعاصي بشتى أنواعها، احذروا عقوبة الله، احذروا تغييره، فإنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا غيَّر العباد غُير عليهم {جَزَاءً وِفَاقاً}[النبأ:٢٦]{وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ}[فصلت:٤٦] فتوبوا إلى الله جميعاً -أيها المؤمنون- لعلكم ترحمون، وقوموا لله مثنى وفرادى بقوة وثبات، وليأخذ بعضكم على يد بعض حتى يرجع الأمر إلى نصابه ويكون السداد والصواب؛ لتفوزوا غداً بثواب الله وتأمنوا من نقمته وعقابه.
اللهم أصلح أحوال المسلمين أجمعين، اللهم اهدنا صراطك المستقيم، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.