ومن أنواع الردة عن الإسلام الحكم بغير ما أنزل الله، فمن حكم بغير ما أنزل الله وهو يرى أنه أحسن من حكم الله ورسوله وأصلح للناس، أو يرى أنه مخير بين أن يحكم بما أنزل الله، أو يحكم بغيره من القوانين، فهو كافر مرتد عن الإسلام قال الله تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ}[المائدة:٤٤] وسواء حكَّم القانون في كل شيء أو حكمه في بعض القضايا، ما دام أنه يرى أن ذلك أصلح للمجتمع، أو أنه أمر جائز؛ فهو كافر بالله، ولو صلى وصام وزعم أنه مسلم.
وكذلك الذي يطلب التحاكم إلى غير شرع الله منافق، ومرتد والعياذ بالله، فهذا خطر داهم المسلمين اليوم، فإن كثيراً من الحكام نبذوا كتاب الله، واستبدلوه بقوانين استوردوها من الغرب وحكموا بها بين الناس، فيجب على المسلمين أن يعرفوا حكم الله في هؤلاء، ويحكموا به عليهم، ولا يرضوا بفعلهم، قال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً}[النساء:٦٠].
اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه وجنبنا ما تبغضه وتأباه، وأحيينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم رد حكام المسلمين إلى الشريعة الإسلامية، اللهم وفقهم لتطبيق الشريعة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها.
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.