للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التحذير من تأخير الصلاة عن وقتها]

أمة الإسلام: كيف يكون حال الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها بغير عذر شرعي، وإنما لإشباع رغباتهم وشهواتهم مع أمور تافهة، وأسبابٍ واهية، كأنهم لا يسمعون القرآن وهو يحذرهم: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون:٤ - ٥] فيا أيها المتأخر عن الصلاة، أيها المؤخر للصلاة عن وقتها.

ما هو الويل؟ هل هو حديقة؟ هل هو (فلة) واسعة؟ هل هو ملعب واسع؟

لا.

{ويل وادٍ في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره} لمن هو؟

لمن يؤخر الصلاة عن وقتها، هو يصلي ولكنه أخر الصلاة عن وقتها فجزاؤه ويلٌ في جهنم.

كأنهم لا يسمعون، ولا يقرءون قول الحق جل وعلا في محكم البيان وهو يقول: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} [مريم:٥٩] اتبعوا الشهوات، وما أكثر الشهوات في زماننا الممرض المميت!

ما أكثر الشهوات التي نتبعها ونضيع من أجلها الصلوات! نجلس في الملعب حتى يذهب وقت الظهر والعصر والمغرب، ثم العشاء في الخصام؛ من الذي غلب ومن الذي لم يغلب، ثم إلى الفجر ونحن من تشجع ومن لم تشجع خمس صلوات، ثم ليالي الخميس وليالي الجمعة نقضيها في حفلات الزفاف حتى يؤذن الفجر، فإذا طلع الفجر نمنا فكأننا جيف.

الليالي المفضلة نقضيها مع (البلوت والكنكان) وما أدراك من اللعب الكثيرة التي أدخلها علينا أعوان الشيطان وأعداء الإسلام، نقضي معها الليالي الطويلة والأوقات الكثيرة، ثم نقول: إنما نرفه النفس، مسكين.

فهذه النفس أنت مسئول عنها يوم القيامة، مسئول عن أوقاتك التي تضيعها في هذه الملاهي والملاعب الباطلة، مسئولٌ عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون.

نَفَسُك لا يمضي إلا وأنت محاسب عليه، وأنت تقول ساعة لدينك وساعة لدنياك، خسرت بهذه الكلمة الباطلة التي ألقاها إليك الشيطان، من أين أتتك هذه الفتوى: ساعة لدينك وساعة لدنياك؟

بل محرم عليك الباطل واللهو سواء كنت فارغاً أو لم تكن فارغاً، محرم عليك الباطل التي حرمته الشريعة الإسلامية؛ فما هو الداعي لأن تفتي لنفسك ساعة لدينك وساعة لدنياك، اتق الله يا من استهوت به الشهوات! اتق الله يا من جعلت الشيطان لك إماما! اتق الله يا من عبدت هواك من دون الله!

{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} [مريم:٥٩] وغي: وادٍ في جهنم، ولكن من رحمة أرحم الراحمين استثنى وقال: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً} [مريم:٦٠] حكم عدل لا يظلم شيئاً {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت:٤٦] بعد أن تسرف، بعد أن تهلكك الذنوب ثم ترجع إلى الله، يقبلك أرحم الراحمين {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً} [مريم:٦٠].