للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مراتب الدين]

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

أيها الإخوة في الله! أحييكم بتحية الإسلام؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يجعلنا نتبادل هذه التحية في دار السلام.

أيها الإخوة في الله! وفي بيتٍ من بيوت الله لنتذاكر ركناً عظيماً ألا وهو الركن الخامس من أركان الإيمان الذي قال فيه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: مراتب الدين ثلاثة: الإسلام، الإيمان، الإحسان.

وكل مرتبةٍ لها أركان، فأركان الإيمان ستة، وأركان الإسلام خمسة، والإحسان ركنٌ واحد، أخذها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء به جبريل وبحضرة الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ولما انتهى جبريل عليه السلام من سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه المراتب المهمة، قال للصحابة: {أتدرون من هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم}.

فينبغي للمسلم أن يحرص كل الحرص على تعلم هذه المراتب التي بينها شيخ الإسلام المجدد/ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله برحمته الواسعة، وأسكنه فسيح جناته إنه على كل شيء قدير حيث بين ذلك، ولقد حصل لي في مجلس أن سألت عنها بعض الإخوان، ومع الأسف الشديد فكل منهم يعتذر أن يعرف كم أركان الإيمان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اعتذر أن يجيب عن هذا السؤال، ويقول: عذره هذه الغفلة، وهذه الدنيا شغلتنا، فهل هذا العذر يفيده أمام رب العالمين يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون؟ لا.

والله لا يفيده ذلك، والمجال مفتوح، والعلماء بكثرة -ولله الحمد- في كل مسجد من مساجد المملكة، كلها تزخر بالعلماء الذين تعلموا العلم، وهذه يعرفها أبناؤنا الصغار الذين يدرسون في الرابعة الابتدائية، فلو سئل أحدهم عنها لأجاب إذا كان متربياً على الدين، أما إذا كان متربياً على الملاهي مثل: الأفلام والتمثيليات، والشوط الأول والشوط الأخير، فإنه ربما يتلعثم ولا يجيب.

وهذه مصيبة يا عباد الله! أصيب بها المسلمون من وجود آلات اللهو في البيوت، حيث أعرض الكثيرون عن ذكر الله، صدتهم عن ذكر الله وعن القرآن العظيم، فنسأل الله بمنه وكرمه أن يردنا إليه رداً جميلاً.