الزنا من أكبر الكبائر وأعظم الموبقات التي تهدد المجتمعات الإنسانية بالخراب والدمار، وانتشار الفقر والأمراض، واختلاط الأنساب وضياع الأولاد، فجريمة الزنا أخطر على البشرية من القنابل الذرية والهزات الأرضية، والزنا أيضاً يهدد النسل البشري بالفناء التدريجي، لأن هدف الزانية والزاني هو إطفاء الشهوة الغريزية، أما الحمل والإنجاب فأمران ثقيلان، لما يترتب عليهما من مسئوليات، لذا تجد المرأة الزانية تحول دون ذلك بأي وسيلة، سواء بتعاطي أسباب منع الحمل، أو الإسقاط بعد الحمل، أو قتل المولود فور ولادته، أو إلقائه في المستشفيات ونحوها، هذا والزانية حينما تقتل المولود، فإنما تجمع على نفسها مصيبتين، وترتكب معصيتين: الزنا وهو محرم، وقتل نفسٍ بغير حقٍ وهو أشدُّ تحريما.
والزنا آثاره سيئة وعواقبه وخيمة، ومن نتائج الزنا: كثرة اللقطاء غير الشرعيين الذين يعتبرون مبتورين عن المجتمع ليس لهم أي قرابةٍ، أو صلة، فينشئون معقدين نفسياً، شاذِّين فكرياً، لجهلهم أصلهم، وحرمانهم عطف وحنان الوالدين وتربيتهما، ولذا تجد غالبيتهم كما تدلُّ الإحصائيات يعشقون الإثم ويهوون الجريمة.
فيا من يرى أن فاحشة الزنا أمرها يسير، ويا من يحب ذلك، قل لي بربك: أتحب ذلك لأمك؟ أتحبه لأختك؟ أتحبه لابنتك؟ أترضا لزوجتك الزنا؟ بالطبع ستقول: لا وألف لا إن كان بك ذرةٌ من إيمان، فإذا كنت لا ترضاه لمحارمك؛ فكذلك الناس لا يرضونه لمحارمهم، فإن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك، واكره لهم ما تكره لنفسك، ولو يعلم أحدكم أن زوجته، أو أخته قد قتلت، أهون عليه من أن يبلغه أنها قد زنت، قال سعد بن عبادة رضي الله عنه وأرضاه:[[لو رأيت رجلاً مع امرأتي، لضربته بالسيف غير مصفح]] فعجبوا منه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:{أتعجبون من غيرة سعد؟! والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن} رواه البخاري ومسلم.