إخواني في الله هنيئاً لمن أطاع الله فإن مأواه الجنة، نسأل الله من فضله الجنة، وأما من عصى الله وعصى رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يلومن إلا نفسه، فإن مصيره إلى النار، نعوذ بالله من النار!
فإن سألتم عن تلك النار؛ فقد وصفها الجبار جل جلاله فقال سبحانه وبحمده:{نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم:٦].
وإن سألتم عن وصف ملابس أهل النار؛ فقد أخبر الله عنها فقال:{قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ}[الحج:١٩] وقال تعالى: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ}[إبراهيم:٥٠].
إنها النار! كلما أحرقت تلك الأجسام تعاد، كما أخبر الباري جل جلاله {نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً}[النساء:٥٦].
أما إن سألتم عن طعام أهل النار؛ فقد قال الله جل جلاله:{إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ}[الدخان:٤٣ - ٤٦] يشتعل في بطونهم فيطلبون الشراب، بماذا يسقون؟
اسمعوا إلى وصف شراب أهل النار، قال الله تعالى:{وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ}[محمد:١٥] ويقول تعالى: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ}[إبراهيم:١٦ - ١٧].
ومن أوصاف النار ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:{يؤتى بالنار يوم القيامة تقاد بسبعين ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها}.
ويقول صلى الله عليه وسلم عن نار جهنم:{ناركم هذه -ما يوقد ابن آدم- جزءٌ واحدٌ من سبعين جزءاً من نار جهنم، قالوا: يا رسول الله! إنها لكافية، قال صلى الله عليه وسلم: إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً، كلهن مثل حرها}.