عباد الله! وأنتم تتأهبون وتستعدون للامتحانات في الدنيا، تذكروا الامتحانات التي سوف تمر بنا عند الموت وفي القبر وعلى أرض القيامة، فعند الموت تحصل فتنة الممات، ولا يدري على أي شيء تخرج الروح! هل على اليهودية؟ أو على النصرانية؟ أو تخرج الروح على ملة الإسلام؟! وهو يردد لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله -نسأل الله الثبات.
ثم لنتذكر الامتحان في القبر والسؤال من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟
فهنيئاً لمن نجح في ذلك الامتحان! عندما يجيب، ويقول:{ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمدٌ صلى الله عليه وسلم، هنيئاً له النتيجة عندما يقال: صدق عبدي! فأفرشوه من الجنة, وألبسوه من الجنة, وافتحوا له باباً إلى الجنة} ولكن الويل كل الويل إن لم يجب على الأسئلة وتلجلج، ولم يحصل على الجواب عندما يقول:{هاه هاه! لا أدري! فيقال: لا دريت ولا تليت، فيضرب بمرزبَّة من حديد}.
أيها الأخوة في الله! إنها عقبات وأمور سوف تمر بنا؛ فعلينا أن نستعد لتلك الأمور، وكذلك الاستعداد الامتحان الأكبر الذي يحصل على ساحة العدل، وبين يدي جبار الأرض والسماوات:{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * الْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}[الحاقة:١٣ - ١٧] متى؟! {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ}[الحاقة:١٨] حفاة عراة غرلاً {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضون لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ}[الحاقة:١٨ - ٢٠].
ما جزاؤه؟ {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}[الحاقة:٢١ - ٢٤] هذا الذي نجح في الامتحان، هنيئاً له يا عباد الله!
أما الآخر:{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ}[الحاقة:٢٥ - ٢٩] النهاية: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ}[الحاقة:٣٠ - ٣٢] يا له من رسوب ما بعده نجاح! يا له من دور انتهى ما بعده دور!