للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية مجاهدة النفس والأهل على قيام الليل]

أمة محمد صلى الله عليه وسلم! الله الله بالاهتداء بهدي نبيكم صلى الله عليه وسلم! هنيئاً لأهل الليل الذين عرفوا قيمة الليل، عرفوا قدر الليل، فقاموا تلك الساعة المباركة، يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إن في الليل ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله تعالى خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة} رواه مسلم، الله أكبر! لا إله إلا الله.

أخي في الله! اغتنم عمرك في طاعة الله ما دمت في زمن الإمكان، اغتنم عمرك في طاعة الله ما دمت في زمن الإمكان، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحث على قيام الليل: {رحم الله رجلاً قام من الليل -دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم- فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء} رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح.

عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلا ركعتين جميعاً كتبا في الذاكرين والذاكرات} الله أكبر! اللهم اجعلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات.

أخي في الله! الله الله في قيام الليل! يقول إبراهيم بن أدهم رحمه الله:

قم الليل يا هذا لعلك ترشدُ إلى كم تنام الليل والعمر ينفدُ

أراك بطول الليل ويحك نائماً وغيرك في محرابه يتهجدُ

ولو علم البطال ما نال زاهدٌ من الأجر والإحسان ما كان يرقدُ

وصام وقام الليل والناس نومٌ ويخلو بربٍ واحد ينفردُ

بحزمٍ وعزمٍ واستغاثٍ ورغبة ويعلم أن الله ذا العرش يُعبدُ

ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله حياً مخلدُ

أترقد يا مغرور والنار توقدُ فلا حرها يطفى ولا الجمر يخمدُ

الله أكبر! ليتهم يرقدون الآن، يا ليتهم يرقدون نسأل الله العافية! لأن بعضهم لا يرقد بل يبارز الله بالمعاصي طول الليل فإذا جاء وقت الفضائل رقد، نسأل الله العفو والعافية، اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا يا رب العالمين، الله أكبر! هذا ابن أدهم رحمه الله يقول:

أترقد يا مغرور والنار توقد فلا حرها يطفى ولا الجمر يخمدُ

فيا راكب العصيان ويحك خلها فتحشر عطشاناً ووجهك أسودُ

فكم بين مشغولٍ بطاعة ربهم وآخر بالذنب الثقيل مقيدُ

المشغول بطاعة ربه.

الله أكبر!

فهذا سعيدٌ الجنان منعم وهذا شقيٌ في الجحيم مخلدُ

ثم يصف لنا ذلك الموقف العظيم الذي سوف نقف به يوم القيامة -لا إله إلا الله اللهم رحماك رحماك يا أرحم الرحمين- يقول رحمه الله:

كأني بنفسي في القيامة واقفٌ وقد فاض دمعي والمفاصل تضعف

وقد نصب الميزان للفصل والقضا وقد قام خير العالمين محمدُ

فعلينا يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن نتذكر ذلك اليوم العظيم حتى يحصل عندنا الاستعداد، يقول بعضهم رحمه الله:

يوم القيامة لو علمت بهوله لفررت من أهلٍ ومن أوطانِ

يومٌ تشققت السماء لهوله وتشيب منه مفارق الولدانِ

يوم عبوسٌ قمطريرٌ شره في الخلق منتشرٌ عظيم الشانِ

يوم يجيء المتقون لربهم وفداً على نجب من العقيان

ويجيء فيه المجرمون إلى لظى يتلمظون تلمظ العطشانِ