للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بعض أحكام الأضاحي]

عباد الله: إن لهذه الأضاحي أحكاماً لابد من بيانها، فمن ذلك: السن المعتبر شرعاً، وهو: خمس سنين للإبل، وسنتان للبقر، وسنةٌ للماعز، وستة أشهر للظأن.

وكذلك تكون الأضحية سليمةً من العيوب المانعة من الإجزاء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن العيوب المانعة، فقال: {أربعٌ لا تجزئ في الأضاحي: العوراء البين عورها} وهي المنخسفة عينها، أو الناتئة.

وهذا هو العيب الأول.

العيب الثاني: {المريضة البين مرضها} التي ظهر أثر المرض عليها، في أكلها وشربها ومشيها.

العيب الثالث: {العرجاء البين ضلعها} وهي التي لا تعانق الصحاح في المشي.

العيب الرابع: {العجفاء} وهي الهزيلة التي لا مخ فيها، وكذلك إذا وجد فيها هذا العيب، فإنها تكره كراهية، وهي ما قطع أكثر من نصف الإذن والقرن، وكذلك ساقطة الأسنان، فكلما كانت الأضحية كاملة في ذاتها وصفاتها، كان ذلك أفضل، وأيام التشريق ثلاثة، بعد يوم العيد.

ومن كان يحسن الذبح فليذبح بيده؛ اقتداءً بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن كان لا يحسن الذبح فليحضر عند ذبح أضحيته، يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {يا فاطمة! قومي إلى أضحيتك فاشهديها، فإنه يغفر لك عند أول قطرةٍ من دمها} وكذلك تجب التسمية عند الذبح، فإن نسي فلا حرج في ذلك، وإن تعمد ترك التسمية، فهي ميتةٌ حرامٌ أكلها، ولا بد -يا عباد الله- من إنهار الدم.

والرقبة كلها محل للذبح، ولابد من قطع الوريد والمري ويتمم ذلك بقطع الودجين.

ويستحب عند الذبح حد الشفرة: وهي السكين، وإراحة الذبيحة، ولا تحد الشفرة والذبيحة تنظر، ولا تذبحوها والأخرى تنظر إليها، فكلوا من الأضاحي واهدوا وتصدقوا يبارك الله لكم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} [الكوثر:١ - ٣].

عباد الله: صلوا على رسول الله؛ امتثالاً لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلَّى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشراً}.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم وحد صفوف المسلمين، اللهم اجمع شملهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين، اللهم وحد صفوفهم.

اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين يا أرحم الراحمين.

اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم اشدد عليهم وطأتك، وارفع عنهم يدك وعافيتك يا رب العالمين.

اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، من أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، اللهم اجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً له يا سميع الدعاء.

اللهم من أراد أن يؤذي حجاج بيتك الحرام فأنزل عليه بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم خذه أخذ عزيز مقتدر، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.

اللهم أصلح أحوال المسلمين، وأصلح ولاة أمور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وارزقهم الحكم بكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.

اللهم اغفر لنا في هذه الساعة أجمعين، وهب للمسيئين منا للمحسنين، اللهم أصلحنا وأصلح لنا وأصلح بنا، واجمعنا ووالدينا ووالد والدينا وجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات في جنات النعيم يا رب العالمين، يا أكرم الأكرمين، يا أرحم الراحمين.

عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً} [النحل:٩٠ - ٩١] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.