عباد الله! أمة الإسلام! أمة لا إله إلا الله! يا من كنتم خير أمة أخرجت للناس! اجتنبوا المعازف بجميع أنواعها، واحذروا من سماعها، فإنها تنبت في القلب النفاق، وهي بريد إلى الزنا، وتزداد تحريماً وإثماًَ إذا اقترنت بأصوات مثيرة وأغانٍ شريرة، تدعو إلى الشر والفساد، يقول ربنا جل وعلا:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ}[لقمان:٦] الآية.
صح عن ابن مسعود، وعن كثير من العلماء، أن هذه الآية نزلت في الغناء والمزامير.
وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم، في معرض التحذير من المعازف، وقَرَنَها بالزنا، فيقول صلى الله عليه وسلم:{ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف} رواه البخاري.
فالحِرَ: هو الفرج، والمراد به الزنا.
فمعنى يستحلون: أي يفعلونها فعل المستحل لها بدون مبالاة، وقد وقع هذا في هذا الزمان المظلم، فكان من الناس من يستعمل هذه المعازف، وهذه الأغاني والأفلام، والتمثيليات كأنها شيء حلال، اعتاض كثير من الناس بالأغاني والمعازف وعن ذكر الله، وعن مهام دينهم، وعن مهام دنياهم، وأصبح الكثير من الناس يستمعون لها أكثر من استماعهم للقرآن والأحاديث، وكلام العلماء، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فاحذروا أمة الإسلام، احذروا أيها المسلمون، احذروا نواقض الصوم ونواقصه، وصونوه عن قول الزور، والعمل به، وليكن عليكم وقار وسكينة، وليكن يوم صومكم ويوم فطركم سواء، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:١٨٣].
اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، وجنبنا ما تبغضه وتأباه، اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.