للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[محافظة المرأة المسلمة على حجابها]

إن مما أمر الله به وكذلك أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجاب فحافظي -يا أمة الله- على الحجاب والتستر والحشمة والعفة، حتى إذا جاءك هاذم اللذات فأنت تعيشين في طاعة الله وفي طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.

واعلمي أن هناك فساقاً وأنذالاً وأرذال وهم من جيوش الشيطان، استعملهم الشيطان، وليس لهم هم إلا الإفساد في الأرض، وحسبنا الله ونعم الوكيل!

أيتها المرأة المسلمة: احذري من دعاة الشر والفساد، فإنهم أعداء لك خاصة وأعداء للمسلمين عامة، وهم أعداء لعقيدتك، ولدينك، ولأخلاقك، ولشرفك، يدعونك إلى السقوط في الهاوية، ويدعونك إلى السقوط في المستنقعات الوبيئة من حيث لا تشعرين.

أيتها المسلمة: افتخري واعتزي وارفعي رأسك بهذا الدين دين الإسلام، ثم احذري أعداء الإسلام، فإنهم يدعونك إلى الرمي بالعباءة وتمزيق الحجاب، ويدعونك إلى التبرج والسفور، ويدعونك إلى الاحتكاك والاختلاط بالرجال في المصنع والمتجر والمكتب وغير ذلك، والله قد رفع قدرك وأعز من شأنك رفعك عن هذا المكان، وهم يدعونك -فيما يزعمون- باسم الحرية والتقدم والمدنية والحضارة والمشاركة في الحياة الاجتماعية، وهذا -والله الذي لا إله غيره- كذب وغش وخداع وتزوير من دعاة الشر والفساد والإلحاد، فكم من جرائم ارتكبت، وكم من أعراض انتهكت، وحاصل ذلك الأحزان والمصائب والمآسي، وذلك بسبب السفور والاختلاط الذي دعا إليه المنحطون.

أيتها المسلمة: أما سمعت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: {ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما} ويقول صلى الله عليه وسلم: {لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم} فيا أمة الله! لا تغتري بالسواد الكثير من الناس، ثم أقول لك لا تغتري أيضاً بالنساء المتمردات على شرع الله وأحكامه، ولا تغتري بالمتبرجات الداعرات الماجنات السافرات المتفرجات، يقول الله تعالى في التحذير من طرق أولئك: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام:١١٦] فاحذري أختي في الله!

أيتها المرأة المسلمة: احذري من الذين يتبعون الهوى، من الذين قادهم الهوى إلى المهالك فعصوا الرحمن وأطاعوا الشيطان، وهكذا من اتبع هواه سوف يضل ويقع في مزالق الهلكة، يقول الله جل وعلا: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه:١٢٤ - ١٢٦] ويقول الله جل وعلا: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} [مريم:٥٩].

وبعض النساء اللواتي اتبعن طريق الشيطان مع اللهو والملاهي، والأفلام والمسلسلات، واستماع الأغاني الماجنات، فضاعت أوقاتهن بغير طاعة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أيتها المسلمة: يجب علينا جميعاً إذا أردنا أن نحوز على دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال فيها: {فطوبى للغرباء} فإننا في زمن الغربة، وفي زمن كثرت فيه الفتن والمغريات والشهوات والشبهات، ولقد أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه قال: {فطوبى للغرباء قيل: من الغرباء؟ قال: الذين يُصلحون ما أفسد الناس، أو يَصلحون إذا فسد الناس}.

فإذا أردنا أن نحوز على هذه الدعوة؛ فلنكن من الصالحين المصلحين، فإذا جهل الناس فلا نجهل، وإذا عصى الناس فلا نعصي.

أختي في الله: لعلك سمعت حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها التي أخبرت به فقالت: {دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم محمر الوجه وهو يقول: لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج! وحلق بالإبهام والتي تليها.

فقالت زينب رضي الله عنها: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث} اللهم سلِّم سلِّم، فيا أمة الله! كوني من الصالحات المصلحات، حتى إذا نزل العذاب نجاك الله من ذلك العذاب؛ لأنك من الصالحات المصلحات، فأمري بالمعروف وانهي عن المنكر.

أسأل الله جل وعلا للجميع التوفيق والسداد.

أختي في الله: إذا أردت العز والفخر والشرف في الدنيا والآخرة فافعلي الواجبات واتركي المحرمات، ومن المحرمات: التبرج والسفور، ولا شك أن من وسائل الزنا التبرج والسفور، ولا شك ولا ريب أن بالزنا فساد المجتمعات، وبالزنا كل شر وعار ومحنة وفساد وبلاء، ووالله ثم والله، ما سرى داء السفور والتبرج في أعضاء أمة ومفاصلها؛ إلا أوردها موارد الهلاك والتلف والفناء، والانحطاط والذل والشقاء، والتعاسة والانهيار والسقوط.

وما لعن بنو إسرائيل إلا بعد أن تبرجت نساؤهم وتبخترت بالزينة.

أيتها المسلمة: احذري أن تكويني من هذا الصنف الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: {صنفان من أهل النار لم أرهما: رجالٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رءوسهنَّ كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا} الله أكبر! هذا الحديث -يا أمة الله- معجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن هذه الأمور نشاهدها الآن في أسواق المسلمين، وفي حفلات الأعراس، وفي كثير من المجتمعات، فإذا لبست المرأة ثوباً رقيقاً أو ضيقاً أو قصيراً، أو لبست ما يُسمى (العاري) الذي يعلق بالكتفين، فإنها تخرج شبه عارية والعياذ بالله، فإن كان رقيقاً شفافاً؛ فهو يصف ما تحته من العورة، وإن كان ضيقاً؛ فهو يبين حجم المرأة، وإن كان قصيراً؛ فلا تسألي عن فظاعة ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! وأفظع من ذلك اللباس العاري الذي يتعلق بالكتفين، ما فتح علينا أخيراً من هذا البنطلون الذي فيه تشبه بأعداء الإسلام والمسلمين.

أختي في الله: أسأل الله أن يفتح على قلوبنا وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وإلا فالأمر جد عظيم.

فيا أمة الله: ارجعي إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ففيهما التحذير من التشبه بأعداء الإسلام والمسلمين، ووالله الذي لا إله غيره إن نحن أخذنا بتعاليم الكتاب والسنة أفلحنا ونجحنا وشرف أمة الإسلام وزكاؤها بالأخلاق الكريمة والآداب الرفيعة والفضائل العالية، وذلك لا يوجد إلا في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال الله عنه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:٤] ولما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت: {كان خلقه القرآن}.